استكشاف أثر الصدمات النفسية والجسدية في الأطفال

فاطمة وسام برهان/ كربلاء المقدسة
عدد المشاهدات : 79

ما كانت الحرب يوما مجرد معركة على الأراضي أو الموارد، بل هي قنبلة نفسية تنفجر في عقول الأطفال، وتفجر عوالمهم الداخلية، فهذه النزاعات المسلحة لا تكتفي بإحداث الدمار المادي فقط، بل تتغلغل إلى أعماق النفس البشرية محولة إياها إلى ساحة صراع داخلي. تأثير المشاهد الصادمة في الأطفال - تعرض الأطفال لمشاهد العنف: كل مشهد مروع يشاهده الطفل في خضم الحرب، يمزق نسيج الطفولة النقي، ملحقا ضررا بنموه العاطفي، ويترك جروحا غير مرئية تشوه براءته. - اضطراب ما بعد الصدمة (PTSD): التجارب العنيفة يمكن أن تؤدي إلى ظهور أعراض "PTSD" كخندق عميق يحفر في الذاكرة، مما يجعل الذكريات المؤلمة كرصاصة طائشة، تعيق قدرة الطفل على التفاعل والتعلم. التحولات النفسية المفاجئة للأطفال - المشكلات العاطفية: المشاهد العنيفة تشبه قنابل موقوتة تهدد استقرار الطفل العاطفي، مما يسبب الاكتئاب والقلق لديه. - التغيرات السلوكية: مع تفاقم الحالة قد تتحول هذه التغيرات إلى دوامة تعصف بأمان الطفل النفسي، محدثة سلوكيات غير متوقعة، كالعدوانية أو الانعزال تحت وطأة الصدمات. التأثيرات النفسية في الصحة الجسدية للأطفال - اضطرابات النوم: الأرق والكوابيس تصبح كقصف لا يهدأ في ساحات النزاع، ينهش صحة الأطفال العامة، ويستنزف قواهم، تاركا أجسادهم المنهكة تتهاوى تحت وطأة المعاناة. - فقدان الشهية للطعام: في أغلب الأحيان تتلاشى شهية الأطفال أو تتغير عاداتهم الغذائية، مما يؤدي إلى تآكل أوزانهم، وظهور مشكلات صحية تتفاقم مع مرور الوقت. - ضعف جهاز المناعة: التوتر المزمن يمكن أن يضعف جهاز المناعة، مما يجعل الأطفال أكثر عرضة للأمراض. استراتيجيات علاج الأطفال وشفائهم - العلاج النفسي المتخصص: العلاج النفسي كالعلاج باللعب، أو العلاج المعرفي السلوكي، قد يمكن الطفل من استعادة توازنه الداخلي، وإعادة بناء استقراره النفسي. - الدعم الاجتماعي: الدعم العاطفي من الأهل والمعلمين يمنح حماية فعالة تعزز من مناعة الأطفال ضد تأثير الصدمات، مما يمكنهم من تطوير مهارات التعافي واستعادة توازنهم بشكل أسرع. - البرامج التعليمية: البيئة التعليمية المستقرة والآمنة، قادرة على استعادة الأطفال لشعورهم بالثقة والأمان، وتساعدهم على التكيف بفعالية مع حياتهم الجديدة.