الصديقة الصالحة

زهراء سالم الجبوريّ/ النجف الأشرف
عدد المشاهدات : 36

في صباح يوم متوسط البرودة، والسماء تحتضن الغيوم قبيل بكائها على الأرض، استيقظت (نور) في الساعة (7) صباحا، ونزلت لتهيئ نفسها للذهاب إلى المدرسة، فألقت تحية الصباح على والدتها: _ صباح الخير أمي! _ صباح النور يا عزيزتي، جهزي نفسك ، فالفطور جاهز. _ حسنا يا أمي. دخلت (نور) غرفتها وارتدت زيها المدرسي، وارتدت القميص الأسود، وصففت شعرها، ولبست حجابها الأسود، ثم تفقدت حقيبتها وكتبها لتتأكد من أنها لم تنس شيئا، حملت عباءتها بيدها وهمت بالذهاب إلى المطبخ الدافئ بأنفاس والدتها، لتتناول الفطور قبيل مجيء سيارة المدرسة. وما أن تناولت (نور) شيئا من طعامها، حتى سمعت صوت السيارة تزمر لها، فنهضت على عجالة، وارتدت عباءتها، وحملت حقيبتها مودعة والدتها: - في أمان الله أمي. - في أمان الله حبيبتي. خرجت (نور) واستقلت سيارة المدرسة، وألقت التحية على معلمتها وزميلاتها، وجلست بجانب زميلتها حوراء في مقعدها المخصص لها، وما إن جلست (نور)، حتى شهقت حوراء بوجهها قائلة: ـ لم لا ترتدين القميص الأبيض وارتديت الأسود؟ ستحاسبين يا (نور). ـ لا، لن أحاسب، فاليوم الجميع يرتدي السواد. ـ لماذا؟ ما المناسبة؟ ـ ألا تعلمين أن اليوم مناسبة استشهاد أمنا الزهراء (عليها السلام)؟ ـ قبل شهر أو أقل منه قلت ذلك. ـ صدقت، لكن هذه مناسبة شهادتها الثالثة. ـ وهل استشهدت أمنا الزهراء (عليها السلام) ثلاث مرات؟! ـ لا، لشهادتها ثلاث روايات، مضت اثنتان وهذه الثالثة. ـ في أي يوم استشهدت أمنا الزهراء (عليها السلام) بحسب الرواية الثالثة؟ ـ في (3) جمادى الآخرة. ـ شكرا لك يا (نور) على هذه المعلومة، لكن لدي بعض الأسئلة. ـ الشكر لله يا صديقتي، اسألي يا حبيبتي إن كنت أعرف الإجابة فسأجيبك، وإن كنت لا أعرف فسنسأل معلمتنا. ـ ماذا علينا أن نفعل في هذا اليوم غير لبس السواد؟ ـ عدة أمور، لا نفعلها في هذا اليوم فقط، بل في كل يوم، ألا وهي أن نتحلى بأخلاق السيدة الزهراء (عليها السلام)، ونسير على نهجها، ونلتزم بحجابنا، أما في هذا اليوم فنهدي ركعتين لمولاتنا الزهراء (عليها السلام)، ونقرأ زيارتها، ونهدي لها الصلوات. ـ شكرا لك يا (نور)، فأنت صديقة صالحة.