رياض الزهراء العدد 212 التوفيقات الإلهية
الاستغفار مبعث التوفيق الإلهي
الاستغفار هو طلب العفو والمغفرة من الله تعالى عن الأخطاء والذنوب التي يرتكبها العبد، ويعد من العبادات والعادات المهمة التي يجب على العبد التمسك بها والدوام عليها. إن ثقل الذنوب يمكن أن يؤثر في النفس بشكل كبير، إذ يشعر الإنسان بالندم والقلق وعدم الراحة، لكن من المهم أن نتذكر أن التوبة والاستغفار يمكن أن يجلبا الراحة والسلام الداخلي، وأن التوجه إلى الله تعالى وطلب العفو منه يسهم في تخفيف هذا الثقل، ويعيد الأمل والطمأنينة إلى القلب، فبابه سبحانه مفتوح لمن شاء في أي وقت كان؛ لكن الخوف من أن تغلب الذنوب على الإنسان فيسهو ويترك نفسه في وحل المعاصي والسيئات، فكلما زادت ذنوب الإنسان، قسى قلبه وابتعد عن ربه من دون أن يشعر، لكن هناك باب للرجوع دائمًا، باب تتفتح فيه التوفيقات الإلهية، باب يعيد للعبد صلته بربه، وينعكس كل ذلك على حياته بشكل واضح وجلي، وقد ورد عن أمير المؤمنين (عليه السلام) أنه قال: "ما كان الله (عز وجل) ليفتح على عبد باب الشكر ويغلق عنه باب الزيادة، ولا ليفتح على عبد باب الدعاء ويغلق عنه باب الإجابة، ولا ليفتح عليه باب التوبة ويغلق عنه باب المغفرة"(1). آثار الاستغفار في حياة الإنسان: • تقوية العلاقة مع الله تعالى: فهو يعزز من الإيمان ويزيد من التقرب إلى الله تعالى. • تحسين العلاقات العامة: يساعد على التخلص من المشاعر السلبية كالحقد، والغضب، والحسد. • زيادة الرزق: يعد الاستغفار من الأسباب التي تجلب البركة وتزيد في الرزق. • تخفيف الضغوط النفسية: فهو يمنح الإنسان شعورًا بالراحة والطمأنينة النفسية. • إزالة الهموم: روي عن رسول الله (صلى الله عليه وآله) أنه قال: "من كثرت همومه فعليه بالاستغفار"(2). • دفع أنواع الرزايا والبلايا: فمن عود لسانه على الاستغفار، دفع الله عنه ما كان مقدرًا عليه. • التجديد والتغيير الإيجابي في الحياة: من أراد حياة هادئة ملؤها الحب والسلام وبعيدة عن المشاحنات، فليستغفر. • الشفاعة: من أكثر من الاستغفار نال الشفاعة الأخروية. وعليه، يجب أن يكون الاستغفار نابعًا من القلب لا من اللسان فقط، فإذا استغفرت الجوارح غفر الله لصاحبها ما تقدم من ذنبه وما تأخر، فعن رسول الله (صلى الله عليه وآله) أنه قال: "طوبى لمن وجد في صحيفة عمله يوم القيامة تحت كل ذنب استغفر الله"(3) ....................................... (1) شرح نهج البلاغة: ج20، ص82. (2) ميزان الحكمة: ج ٣، ص ٢٢٧٥. (3) بحار الأنوار : ج ٩٠، ص ٢٨٠