الذَبحَةُ الصَّدرِية

د. حسن علي نصر الله/ اختصاص أمراض الباطنية والقلبية أستاذ مساعد/ كلية الطب/ جامعة كربلاء
عدد المشاهدات : 227

يعمل القلب كمضخة لتوصيل الدم إلى جميع أنحاء الجسم، وتحصل عضلة القلب على ما تحتاجه من طاقة (أوكسجين) لأداء تلك المَهمة عن طريق الدم الذي يصلها عن طريق الشرايين التاجية التي تغذيها وعددها اثنان الأيمن والأيسر، والذبحة الصدرية هي الأعراض التي تحدث للمريض عند نقصان الدم الساري في الشرايين التاجية والمؤدي إلى عدم حصول عضلة القلب على احتياجها من الأوكسجين والمواد الغذائية اللازمة لأداء وظيفتها. أسباب الذبحة الصدرية يسبب تراكم المواد الدهنية (الكولسترول) على جدار الشرايين التاجية (تصلب الشرايين) انسداد أو تضيق الشرايين، وفي حالات أخر فإن الشرايين تكون طبيعية ولكن هناك تضخماً في عضلة القلب ينتج عنه عدم قدرة الشرايين التاجية على احتياج عضلة القلب من الأوكسجين والمواد الغذائية. أعراض الذبحة الصدرية آلام في الجانب الأيسر من الصدر وخلف عظمة القص، ويكون الألم من النوع الضاغط، أو حرقة، وقد يمـتد إلى الكتف الأيسر وأسفل الرقبة والفك الأسفل، وإلى اليد اليسرى، وأحياناً قد يمتد إلى الظهر بين لوحي الكتف أو أعلى البطن، والعوامل المحرّضة تشمل القيام بجهد معين كصعود الأدراج أو ممارسة الرياضة أو حتى ممارسة العلاقة الزوجية، والسبب الشائع حديثاً هو الانفعالات والضغوط النفسية التي تحرّض نشاط (الجهاز الودي) في الجسم مسبباً حدوث تضييق في الشرايين التاجية، وقد يصل الأمر إلى أن تحدث الذبحة صدرية في الطقس البارد عند مواجهة تيار هوائي بارد وجهاً لوجه.. أو بعد وجبات الطعام الاعتيادية. وهناك نوعان من الذبحة الصدرية: الذبحة الصدرية المستقرة وغير المستقرة، وتظهر الذبحة المستقرة عند مزاولة الإنسان المصاب بها نشاطه أو يكون متعرضاً للإثارة، أمّا النوع غير المستقر منها فقد يحدث عند الراحة والاسترخاء، وقد تحدث في أثناء النوم حيث إنها توقظ المريض من النوم مع مصاحبتها بالشعور بغثيان وعرق غزير أو قد تظهر بشكل عسر هضم.. وقد تتطور الذبحة الصدرية إلى جلطة قلبية (احتشاء عضلة القلب) التشخيص يتم تشخيص الذبحة الصدرية بوساطة إجراء تخطيط للقلب أثناء الألم وإذا كان التخطيط طبيعياً فيُنصح بإجراء تخطيط القلب في أثناء الإجهاد وكذالك إجراء فحص قسطرة شرايين القلب، وهناك فحوصات أُخر يجب إجراؤها مثل مستوى السكر في الدم، ومستوى الكولسترول في الدم، وفحص الإيكو للقلب لمعرفة عمل القلب وكفاءته. العلاج ويتكون العلاج من ثلاثة أنواع: الأول: هو استعمال الأدوية الموسعة للشرايين التاجية مثل (الايزورديل) و(الانجسيد) الذي يُستعمل في أثناء النوبة، ويؤخذ تحت اللسان لسرعة مفعوله، وكذلك الأدوية المثبطة لنشاط القلب مثل حاصرات بيتا كـ (الانديرال) و(الميتوبرولول) وغيرها. الثاني: هو تغيير نمط الحياة مثل الالتزام بالغذاء الصحي الخالي من الدهون وإنقاص الوزن إذا كان هناك زيادة في الوزن والإقلاع عن التدخين للمدخنين. الثالث: هو فتح الشرايين المتضيقة بوساطة فحص قسطرة القلب حيث تحدد التضيّقات ويتم فتحها بالبالون أو وضع شبكة وفي حالات وجود أكثر من ثلاثة شرايين مصابة فإنه يُنصح بإجراء عملية القلب المفتوح لتجاوز التضيّقات والانسدادات حيث يُلجأ إلى زرع شرايين جديدة يتم الحصول عليها من إحدى القدمين للمريض نفسه (الوريد الصافن نظراً لعدم صلاحية الشرايين القلبية وعدم كفايتها لتروي القلب).