مكتب المتولي الشرعي للشؤون النسوية ينظم فعاليات (أمسية الوفاء)

داليا حسن المسعودي/كربلاء المقدّسة
عدد المشاهدات : 214

نظّم مكتب المتولّي الشرعي للشؤون النسوية في العتبة العبّاسية المقدّسة فعّاليات (أمسية الوفاء) في مركز الصدّيقة الطاهرة (عليها السلام) تخليدًا لذكرى الشهيد السيّد حسن نصرالله وتقديرًا لمسيرته ومواقفه المشرّفة الداعمة، وذلك يوم الثلاثاء الموافق لـ: 3/ 12/ 2024م، بحضور عدد من مسؤولات الشُعب النسوية التابعة للعتبة المقدّسة وعدد من ضيفات العراق من لبنان الشقيق. افتُتحت الأمسية بتلاوة آيات من الذكر الحكيم للقارئة السيّدة (بيداء ناجي) مديرة مدرسة فاطمة بنت أسد (عليها السلام) الدينية النسوية، ثم عرض فيديوي لبعض من نصوص بيان سماحة آية الله العظمى السيّد علي الحسيني السيستاني (دام ظلّه) بمناسبة استشهاد السيّد حسن نصر الله: (لقد كان الشهيد الكبير أنموذجًا قياديًا قلّ نظيره في العقود الأخيرة)، وأكّد البيان أنّ القائد الشهيد السيّد حسن نصر الله لن يموت؛ لأنّه يعيش حياة الشهداء، حياةً ممتدّة بالعزّة والكرامة. وألقت السيّدة بشرى الكناني، مسؤولة شعبة مدارس الكفيل الدينية النسوية كلمتها التي جاء فيها: (كان نصر الله يمتاز بالشجاعة والثبات والقوة والصبر، وليس رجلاً بل كان أمّة، صنعت رجالًا يلهبون الأرض قوة وشجاعة، ولقد رأينا فيه العزّ في زمن الهوان، والشموخ في زمن الذلّ، والنصر في زمن الهزائم، وقد أحيا روح الجهاد، وحبّ الاستشهاد والشهادة لدى الجميع، وحقّق النصر حتى بعد استشهاده؛ لذا لا يليق به إلّا أن يكون في درجات عالية مع سيّد الشهداء، نحن نقف ونتضامن مع الشعب اللبناني الشقيق بفضل الشيبة المباركة سماحة آية الله العظمى السيّد عليّ الحسيني السيستاني (دام ظلّه) الذي أوصى ببذل الجهود لحماية الشعب اللبناني، ونصرته ضدّ العدوان الصهيوني، وتأمين الاحتياجات الإنسانية، فسعينا بكلّ جهدنا لذلك، واختُتم بتقديم التحية والتبريكات لأمّهات، وأخوات، وزوجات، وبنات الشهداء السعداء، وتحية حبّ واعتزاز للمرأة اللبنانية القوية الشجاعة الصابرة، لكنَّ منّا كلّ الحبّ والتقدير، ونعتذر عن أيّ تقصير، ونطلب منكم المسامحة). وتقدّمت السيدة فاطمة الموسوي، مسؤولة شعبة فاطمة بنت أسد (عليها السلام) للدراسات القرآنية بقراءة (مناجاة الشاكرين) للإمام زين العابدين (عليه السلام). وتخلّل البرنامج قراءة مرثيات استذكارًا للسيّد نصرالله عن طريق عرض مقاطع مرئية من كلمات الشهيد وخطبه، مع الاستماع إلى صوته وهو يجسّد معاني العزّة والتضحية، والتي ستبقى عبر السنين علمًا مرفوعًا بأيدي الثوّار. وألقت الدكتورة مواهب الخطيب من شعبة مدارس الكفيل الدينية النسوية محاضرة بعنوان (استراتيجيات النصر في القرآن الكريم) استشهدت فيها بآيات من الذكر الحكيم التي تجسّد قيم النصر، والصبر، والثبات، مبيّنة: (إنّ القرآن الكريم يعدُ المستضعفين أنّه ستكون لهم الغلبة والنصرة ولهم وراثة الأرض، وأنّهم سيكونون أئمةً، وهذا المقام يحتاج إلى يقين بوعد الله ويحتاج إلى صبر، وأنّ استراتيجيات النصر الذي هو حسب نظرية القرآن يُعطى من قِبل الله تعالى). وأوضحت: أنّ مقولة السيّد حسن نصر الله في خطاب له في عام (2016م) الذي جاء فيه: (إنّ الله لا يريد صبر الضعفاء، بل يريد صبرًا جميلًا) تعبّر عن القيم المهمّة التي تكون مقدّمة مثل الصبر عند البلاء والتمحيص، والوفاء للشهداء. وقدمت الدكتورة حياة الرهاوي من دولة لبنان الشقيق محاضرة بعنوان (فلسفة النصر)، بيّنت فيها أنّ للنصر فلسفة عجيبة في أذهان الشعوب ونفوسهم على اختلاف ثقافاتهم ودياناتهم، فقد تكون واضحة عند شعب ومبهمة عند غيره، من دون معرفة ماهيته بكونه هدفًا وغايةً ومفهومًا وظاهرة، أو أنّه حالة جوهرية إنسانية وجودية لا يمكن لأمة من الأمم الاستغناء عنها في حياتها أَو العيش بدونها، بل يتهدّد مصيرها وينتهي وجودها إنّ هي فقدت لذّة النصر. واختُتمت الأمسية بتقديم كلمات الشكر والامتنان من قِبل ضيوف العراق من لبنان الشقيق، ألقتها إحدى الأخوات لما وجدوه من صدور رحبة تحوي قلوبًا معطاء بيضاء، متمنّين التوفيق لكلّ مَن أسهم في هذا المشروع الإنساني، وصدحت الأصوات بعدها بالدعاء لسلامة الإمام المنتظر (عجّل الله تعالى فرجة الشريف) وتعجيل ظهوره.