رياض الزهراء العدد 84 منكم وإليكم
السَّعادَةُ الأُسرِيَّة مِن النَّاحِيَةِ العِلمِيَّة
أثبتت الأبحاث العلمية الحديثة اختلافات جذرية في الوظائف الدماغية بين الرجل والمرأة بعيداً عن الجوانب الاجتماعية والتربوية، إذ اكتشفت مجموعة من الباحثين في جامعة كاليفورنيا أن معالجة المعلومات والنشاطات تختلف بشكلٍ جذري بين الرجل والمرأة بعد أخذ عينة شملت (36) رجلاً، و(36) امرأة، وتعريضهم لإشعاع "الرنين المغناطيسي الوظيفي"، فتمخضت هذه التجربة العلمية عن نتائج غير متوقعة. إذ وُجِد أن الاختلاف شمل تحفيز نشاط مناطق مغايرة في الدماغ عندما يقوم كلّ من الرجل والمرأة بالعمل نفسه، وينتج عن ذلك الاختلاف في النشاط والتعبير والسمات بما يمايز بين كلّ من الرجل والمرأة. ويمكن إجمال هذه السمات بالآتي: أولاً: يتعامل الرجل – غالباً - مع الجانب الأيسر من دماغه، لذلك يغلب عليه سمات (المنطقية، والواقعية، والعقلانية)، أمّا المرأة فهي - غالباً ما - تتعامل مع الجانب الأيمن لذلك يغلب عليها سمات (العاطفية، والرقة، والشاعرية). ثانياً: يميل الرجل عند تعرّضه للضغوطات إلى العزلة عن الناس والخلوة بنفسه، أمّا المرأة فإنها إذا تعرضت لمثل تلك الضغوطات تميل إلى البحث عمّن يستمع إليها لتفرغ ما في قلبها. ثالثاً: يميل الرجل إلى الإجمال في الكلام والاقتصاد فيه، ولا يهتم بتفصيلات الكلام، وقد وجد الباحثون أن دماغ الرجل يصدر إشارات قصيرة مقتضبة عند كلامه، وهو يتكلم في اليوم الواحد ما يعادل (9000كلمة)، أمّا المرأة فتميل إلى التفصيل في الكلام, وتمتاز بدّقة الملاحظة، وقوة الذاكرة القصيرة، وتتزاحم الإشارات الدماغية عند كلامها، وتتكلم المرأة في اليوم الواحد ما يعادل (18000 كلمة). يختلف التعبير العاطفي والسلوكي بين الرجل والمرأة، فالرجل يجد صعوبة في التعبير عمّا يشعره عاطفياً، وذلك لأن مركز العواطف عنده يقع في الجزء الأيمن من الدماغ فيحتاج الرجل إلى بذل جهد إضافي للانتقال من المركز المتحكم في نشاطه إلى الجزء الآخر، بينما تعبّر المرأة عن مشاعرها بسهولةٍ؛ لأن نشاطها الدماغي يهيمن على الجزء الأيمن، ومركز العواطف والمشاعر في الجزء الأيمن أيضاً.