هل أنت مصابة بـ(FOMO)؟

دلال كمال العكيلي
عدد المشاهدات : 23

(FOMO) هو اختصار لـ(Fear of missing out)‏ أي الخوف من تفويت الأحداث، حالة نفسية تشير إلى القلق الذي يشعر به الأفراد عندما يظنون أنهم قد يفقدون فرصةً ما أو تجربة أو حدثًا مهمًا بسبب عدم وجودهم في اللحظة المناسبة، يرتبط هذا الشعور بالخوف من فقدان المشاركة في حياة الأصدقاء أو التأخر عن معرفة الـ(ترندات) والأخبار المهمة على مواقع التواصل الاجتماعي. الجذور النفسية والاجتماعية لـ(FOMO) على الرغم من أن مصطلح (FOMO) جديد نسبيًا، إلا أن الهوس بمراقبة حياة الآخرين والمشاهير ليس بالأمر الجديد، ففي الماضي كان الناس يتحدثون عن حياة الأثرياء والناجحين، ويشعرون بالحسد والغيرة تجاه حظوظهم، لكن الجديد في ظاهرة (FOMO) هو سهولة الوصول إلى المعلومات بشأن حياة الآخرين، سواء كانوا مشاهير أو أصدقاء عبر منصات التواصل الاجتماعي، ويمكن عد هذا النوع من الهوس امتداد للشعور بالندم والخوف من الإقصاء الاجتماعي. إن الأشخاص الذين يعانون من (FOMO) يواجهون مشاعر القلق بسبب اعتقادهم بأنهم قد يفوتون تجربةً مهمةً أو فرصةً ترفيهيةً أو خبرًا مهما قد يغير حياتهم، فتغذي وسائل التواصل الاجتماعي هذا القلق، حيث تعرض حياة الآخرين كأنها سلسلة من النجاحات المستمرة، مما يبعث على الشعور بعدم الرضا والحسد. أعراض وعلامات (FOMO) • الرغبة في الحضور في كل مكان: يشعر الأشخاص الذين يعانون من (FOMO) برغبة قوية في المشاركة في كل حدث أو موضوع رائج، سواء عبر مواقع التواصل الاجتماعي أو على أرض الواقع. • المشاركة الوهمية: قد يقوم الشخص بتسجيل نفسه كحاضر في حدث عبر الإنترنت، على الرغم من أنه يعلم مسبقًا أنه لن يشارك، وهذا يدل على رغبة داخلية في الانتماء والمشاركة، حتى وإن كانت وهمية. • التحقق المستمر من الإشعارات: الأشخاص المصابون بـ(FOMO ) ينشئون حسابات على جميع مواقع التواصل الاجتماعي الرئيسة، ويتحققون باستمرار من الإشعارات الواردة؛ للتأكد من أنهم لم يفوتوا أي حدث أو خبر. • الشعور بالندم: يعاني المصابون بـ(FOMO) من شعور دائم بالندم إذا فاتتهم فرصة شراء منتج أو متابعة حدث معين، يدفعهم هذا الندم إلى البقاء متصلين ومتابعين بشكل دائم. • الغيرة والحسد: قد يشعر الشخص بالغيرة الشديدة عندما يرى أن أصدقاءه يستمتعون بأحداث ترفيهية أو فرص أفضل، مما يزيد من شعوره بالحزن. • الإدمان على المتابعة: يشعر المصابون بـ(FOMO) بضرورة متابعة كل جديد، سواء عبر مواقع التواصل الاجتماعي أو المحتوى الشائع على منصات كيوتيوب، وغيرها. • الشعور بالنقص: يعاني الكثير من الأشخاص المصابين بـ(FOMO) من الشعور بالنقص وقلة احترام الذات، حيث يقارنون أنفسهم بالآخرين باستمرار. المخاطر النفسية والاجتماعية لظاهرة (FOMO) أخطر آثار (FOMO) هو التأثير السلبي في احترام الذات، حيث يشعر الأفراد المصابون بهذه الحالة بأنهم أقل شأنًا من غيرهم وأبطأ في تحقيق أهدافهم، وهذا الشعور يزيد من الضغوط النفسية، ويجعلهم يظنون أنهم بحاجة إلى تحقيق المثالية التي يرونها على مواقع التواصل الاجتماعي، إلا أن الحقيقة هي أن ما يتم عرضه على هذه المنصات هو مقتطفات مختارة من حياة الآخرين. على المدى الطويل يمكن أن تؤدي ظاهرة (FOMO) إلى تغيير أولويات الفرد، فيصبح طموحه مرتبطًا بما يراه على الإنترنت بدلًا من تحقيق أهداف شخصية حقيقية. الاستثمارات في الذكاء الاصطناعي لمحاربة (FOMO) بسبب الانتشار الواسع لظاهرة (FOMO) وتأثيرها في سلوك المستخدمين، بدأت شركات التقنية العملاقة بالاستثمار في تطوير تقنيات الذكاء الاصطناعي لمعالجة هذه الظاهرة، فعلى سبيل المثال تستثمر كل من شركة (أمازون) و(مايكروسوفت) في الذكاء الاصطناعي لضمان بقاء المستخدمين متصلين ومواكبين لكل جديد، وذلك عن طريق تطوير أدوات تساعد على تنظيم تدفق المعلومات. ظاهرة (FOMO) ليست مجرد مصطلح حديث، بل هي انعكاس لحالة نفسية قديمة ازدادت تأثيراتها بسبب انتشار التكنولوجيا ومواقع التواصل الاجتماعي، ويجب على الأفراد فهم هذه الظاهرة والتعامل معها بطرق فعالة لتحسين صحتهم النفسية والاجتماعية عن طريق مواجهة مشاعرهم السلبية، وتقليل الاعتماد على الإنترنت. تبني (JOMO) في حياتك بدلًا من (FOMO) (JOMO) هو اختصار لـ(Joy Of Missing Out) أي متعة الغياب وتفويت الأحداث، أو الاستمتاع بعدم المشاركة في كل الأحداث، ويعبر عن الشعور بالسعادة والرضا عند الابتعاد عن الأحداث الاجتماعية، فيقوم الفرد بالتركيز على الاستمتاع بالوقت الخاص به بدلًا من القلق بشأن ما قد يفوته من أحداث. إن تبني مفهوم (JOMO) في حياتك يمكن أن يعزز من الشعور بالراحة والرضا الداخلي، ويقلل من القلق والتوتر المرتبط بالشعور بالحاجة إلى التواجد في كل مكان، أو استغلال كل فرصة. إليك بعض النصائح لتطبيق (JOMO): • تحديد الأولويات الشخصية: حددي ما هو مهم بالنسبة إليك، وما يجعلك سعيدة، فقد تكون بعض الأنشطة مرتبطة بالراحة أو قضاء وقت ممتع مع العائلة أو تطوير مهاراتك ومواهبك. • التخلص من المقارنات: تجنبي مقارنة حياتك بما يفعله الآخرون على منصات التواصل الاجتماعي أو في محيطك، فالحياة ليست سباقًا، ولكل شخص مساره الخاص. • الاستمتاع بالعزلة: تعلمي كيف تستمتعين بوقتك لوحدك، سواء عن طريق القراءة، أو التأمل، حتى الجلوس بهدوء في مكان منعزل، فهذه الأوقات تمنحك الفرصة لشحذ نشاطك. • ممارسة التأمل أو اليقظة: يمكنك ممارسة التأمل أو تمارين اليقظة الذهنية (Mindfulness) للتركيز على اللحظة الراهنة، والاستمتاع بما يحدث الآن بدلًا من القلق بشأن ما قد يفوتك. • وضع حدود للتواصل الرقمي: يمكنك وضع الحدود لاستخدام الهاتف ووسائل التواصل الاجتماعي، فحاولي تخصيص وقت محدد لاستخدامها في أثناء اليوم، وتجنبي الوجود المستمر على الإنترنت. • قول (لا) بلطف: لا تخافي من رفض الدعوات أو الأنشطة التي تشعرين أنها لا تضيف إلى قيمتك شيئًا، تعلمي الرفض اللطيف، فهو يحمي وقتك وطاقتك. • التركيز على اللحظة: الاستمتاع بالأنشطة التي تقومين بها حاليًا من دون الشعور بالحاجة إلى توثيق كل شيء، أو التحقق مما يفعله الآخرون.