رياض الزهراء العدد 213 نافذة على المجتمع
رحلة الخدمة الطبية: تجارب ملهمة في العتبة العباسية المقدسة
يعد قسم الشؤون الطبية في العتبة العباسية المقدسة من الأقسام البارزة التي تقدم خدمات أساسية للزوار على مدار العام، حيث يقوم بتوفير الرعاية الطبية اللازمة للحالات الطارئة والحرجة والمتوسطة والبسيطة، مما يجعله محطة مهمة للملايين من الزوار الذين يقصدون كربلاء المقدسة من مختلف دول العالم، يعمل القسم بفرق طبية متخصصة ومجهزة بأحدث الوسائل الطبية لضمان تقديم الخدمات بأعلى جودة، بخاصة في المناسبات الدينية الكبرى كزيارة الأربعين، في هذا السياق كان لنا لقاء مع الدكتورة هيفاء التميمي/ رئيسة قسم الشؤون الطبية في العتبة العباسية المقدسة للحديث عن آليات العمل والتنسيق بين الملاكات الطبية، وكيفية مواجهة التحديات التي تفرضها الأعداد الكبيرة من الزوار، إضافة إلى استعراض التطورات الحديثة التي شهدها القسم لضمان تقديم رعاية صحية متكاملة. بدايةً، ما آلية سير العمل في قسم الشؤون الطبية، ومتى أسس القسم؟ أسس قسم الطبابة في عام (2014م)، لكن كان بشكل مصغر، حيث بدأ بغرفة صغيرة داخل الصحن المطهر، وكان عدد العاملين فيه قليل جدًا، مكون من شخصين إلى ثلاثة أشخاص من المعاونين الطبيين، وكانت الأدوية التي تصرف محدودة، لكن في بداية العام (2018م) بدأ قسم الطبابة يتوسع، وأصبح مركز أم البنين (عليها السلام) للرجال، وفيما بعد أسس مركز الصديقة الطاهرة (عليها السلام) للنساء، وفي الوقت الحالي يعمل في القسم (147) شخصًا بين طبيب وطبيبة وصيادلة في مختلف الاختصاصات، ولا يقتصر عملنا على تقديم الدعم الطبي للمرضى فقط، بل نقوم بتقديم الدعم اللوجستي للزائرين بخاصة في موسم الزيارات المليونية. هل يحتاج قسم الشؤون الطبية إلى توفير ملاكات تعمل بشكل دائم لكونه قسم حيوي ومهم جدًا؟ نعم، القسم بحاجة إلى ملاكات تعمل بشكل دائم نظرًا لأهميته الحيوية، بخاصة في موسم الزيارات الكبرى كزيارة الأربعين، إذ يعتمد العديد من الزائرين بشكل كبير على الخدمات التي يقدمها القسم، ويعتمدون في الحصول على رعاية طبية مختلفة في حال احتياجهم عند الضرورة، بخاصة أن هناك العديد من الزوار يعانون من أمراض مزمنة، فيحتاجون إلى رعاية طبية خاصة، وإلى توفير بعض العلاجات اللازمة. ما أبرز الخدمات الطبية التي تقدم في الطبابة وبشكل يومي، وما الحالات الحرجة التي تمر عليكم دائمًا، وتوفر لها العلاجات في كل وقت؟ نحن بالمسمى طبابة، لكن واقعًا أنها طوارئ مصغرة، سواء كانت طبابة النساء أو طبابة الرجال، وأما الحالات التي تأتينا بشكل مستمر ويومي، فهي تشمل قياس مستوى ضغط الدم، والسكري، ودرجة الحرارة، وحالات اخرى، وفي بعض الأحيان نجري الإسعافات الأولية للمريض في الحالات الحرجة، ثم يحول إلى مستشفى السفير أو مستشفى الإمام الحسين (عليه السلام) العام عند احتياجه إلى إنعاش فوري. كيف يتم التعامل مع الحالات الخاصة، وأصحاب الأمراض المزمنة، وكبار السن، وبعض الحالات الصعبة التي تحتاج الحذر في التدخل الطبي وإلى أجهزة متطورة؟ يتم التعامل مع الحالات الخاصة بما في ذلك أصحاب الأمراض المزمنة وكبار السن بحذر شديد وفقًا للإمكانات المتاحة لدينا، فعلى سبيل المثال، نقوم بإجراء تخطيط القلب واستخدام جهاز المراقبة (المونيتور) الذي يقيس ضربات القلب، وقياس نسبة الأوكسجين في الدم، وضغط الدم، ومعدل التنفس، مما يساعد في الحفاظ على استقرار حالة المريض، وإذا لزم الأمر نستخدم الصعقات الكهربائية وفقًا لحالة المريض، وبالنسبة إلى مرضى السكري، فنتابع حالتهم بعناية عن طريق تقديم الأدوية اللازمة، بما في ذلك جرعات الأنسولين، إلى أن تستقر حالتهم الصحية، أما في حالات الأزمات القلبية، فإن رعايتنا تكون دقيقة للغاية، مع المراقبة المستمرة لحالة المريض إلى حين التأكد من استقرارها بالكامل. كيف يتم تدريب الملاكات الطبية من أجل التعامل مع الزخم الشديد بخاصة في موسم الزيارة الأربعينية، مع وجود الضغوط النفسية والجسدية؟ في موسم زيارة الأربعين، نعد جدولًا كاملًا للأطباء قبل قدومهم للخدمة، يتضمن التعليمات التي يجب عليهم الالتزام بها على الرغم من الضغوط النفسية والجسدية، فإن الملاك الطبي مهيأ لظروف كهذه؛ لذا لا نواجه في الغالب مشاكل كبيرة، لكن التحدي الأكبر يكمن أحيانًا في التعامل مع الزوار الذين قد يكونون في حالة استعجال أو قلة صبر نتيجة الازدحام، ولا ينتظرون دورهم للفحص الطبي، مع ذلك نحرص على احتواء الموقف، وتقديم الرعاية اللازمة لهم بأقصى سرعة وكفاءة لضمان راحتهم واهتمامهم الطبي. في حال حدوث كوارث صحية مفاجئة للزائرين، ما الآليات المعدة للتعامل مع هذا الموضوع ومع حالات كهذه؟ لدينا خلية أزمة مجهزة بكافة المستلزمات الضرورية، وخطط معدة مسبقًا للتعامل مع الكوارث الصحية المفاجئة، هذه الخلية تؤدي دورًا محوريًا في عملنا، إذ تتكون من أمهر الملاكات الطبية، وتكون على أهبة الاستعداد للتدخل في أي وقت، إضافة إلى ذلك نعمل بالتنسيق مع نخبة من الأطباء الأكفاء لضمان استجابة سريعة وفعالة للحالات الطارئة، مما يسهم في توفير الرعاية المثلى للزائرين في أوقات الأزمات. أعربت الصيدلانية آلاء عبد الحسين عبد عون عن تجربتها في العمل في ضمن قسم الطبابة بقولها: خدمتنا لأبي الفضل العباس (عليه السلام) هي بمنزلة هدية لنا، إذ تتضمن مهامنا بوصفنا صيادلة متابعة كافة الأمور المتعلقة بالعلاج في الصيدلية وصحة المرضى، وعملنا لا يقتصر على وظيفة واحدة، بل نلتحق أيضًا بقسم الطوارئ من أجل الدعم الإضافي نظرًا لحصولنا على تدريبات مكثفة مسبقة تشمل قياس نسبة الضغط، وزرق الإبر، ووضع الكانيولات، وغيرها. الدكتورة سارة الحسيني/ منسقة بابل، تحدثت عن تجربتها في الخدمة في قسم الطبابة قائلة: بدأت خدمتي في هذا القسم عندما كنت في المرحلة الرابعة من الجامعة، وكنت أشارك بصفة متطوعة لكوني طالبة، وكنت أخدم في وحدة التحليل لقياس السكر والضغط وتسجيل أسماء الزائرات، إن قسم الطبابة في العتبة العباسية كان من أفضل الأقسام التي خدمنا فيها، نظرًا لتوفيره كميات كبيرة من الأدوية والأجهزة الطبية التي نحتاجها، فضلًا عن كون القسم متعاونًا للغاية، ويحرص على تلبية كافة احتياجاتنا.