رياض الزهراء العدد 213 شباك العنكبوت
الانفلات من الحصار التكنولوجي
في غابر الزمان كان الإنسان يكتشف مهاراته التي تميزه عن باقي رفاقه بالصدفة، إذ يتبين له أنه قادر على الرسم مثلًا، أو على السباحة بصورة حرفية، أو أنه يميل إلى تربية الحيوانات ويتخصص في رعايتها، فالحاجة كانت أم الاختراع منذ القدم؛ لذا من المهم جدا اكتشاف الطاقات الإبداعية القادرة على إضافة شيء جديد للفرد في أي مجال من المجالات، وهذا ما يؤكد عليه علماء الاجتماع، أما في زماننا الحالي، فمن الأسهل اكتشاف ما يضمه الفرد بين جنبيه من اهتمامات، بخاصة الطفل، فقد خلق الله تعالى البشر بتكوينات وقوالب مختلفة، يميل كل واحد منهم إلى صنف معين، تظهر الاهتمامات بصورة بديهية، فيظهر الطفل ذكاءً حركيا مثلًا؛ لذا لابد من تشجيعه في هذا المجال، أو ذكاءً فنيا، أو علميا، أو أدبيا، وما شابه ذلك، والمهم في هذا الأمر هو السعي من أجل تنمية هذه المهارة وتقويتها. ومن الطرق السهلة والمفيدة في هذا المجال هو توجيه الطفل من أجل اكتشاف عوالم أخرى في هوايته، كاطلاعه على الأعمال الهندسية إذا كان يحب هذا المجال، فيشاهد الأعمال الضخمة والإبداعات العالمية التي قام بها كبار المهندسين في العالم، أو مشاهدة المقاطع الرياضية إذا كانت هوايته الرياضة، أو إسماعه بعضًا من الشعر اللطيف إذا كان مزاجه أدبيا، وهكذا نحاول أن نضيف إلى رصيده المعرفي شيئًا واقعيا ومفيدًا، مما سيؤثر في مسيرته التنموية، ويشبع فضوله، ويزداد شغفه بعد مشاهدة المصاديق الناجحة في هذا المجال، مثلما أنها فرصة جيدة لتحويل مساره المشتت إلى طريق هادف يستفيد عن طريقه من الوسائل الإلكترونية بصورة مدروسة، إذ يعيش العالم اليوم في عصر التطور التكنولوجي السريع، حيث تسهم التقنيات الحديثة بشكل كبير في تشكيل حياتنا وتحديد تفاصيلها، فهي تقدم للإنسان سبلًا عديدة لتحسين جودة حياته عن طريق التطبيقات العديدة التي تسهل الوصول إلى المعلومات، مثلما أنها معززة بالصور والأفلام التي تسهم في توسيع آفاق المتعلم، وتؤدي إلى تطوير مهاراته، وتزيد من معرفته في مجموعة متنوعة من المجالات بسهولة وكفاءة. تأثير التكنولوجيا في الفرد موضوع شديد الأهمية، يجب تناوله بعناية من أجل الاستفادة من التكنولوجيا، وتجنب التعثر بها، وفهم تأثيرها الكامل بشكل جيد.