رياض الزهراء العدد 84 منكم وإليكم
وَاجِهْ التَّحدِّياتِ بالتَّفكِيرِ الإيجَابِي
كثيرة هي المعوّقات التي ترافق الإنسان في مشوار حياته نحو تحقيق أمنياته، وتقف حائلاً دون وصوله إلى ما يريد بسهولة، وهذا أمر طبيعي، ولكن أن تجعله هذه المعوّقات يقف في مكانه أو يتراجع إلى الخلف، فهذا هو الفشل بعينه، فإن كان الإنسان يعرف هدفه فمن الممكن أن يحوّل ما لا يريده إلى ما يريده وبأساليب مختلفة، وهذا ما حصل مع الخيّاط الذي كان يخيط أشرعة لمراكب الصيادين ويبيعها، وكان يستغرق في عمله هذا عاماً كاملاً، وفي إحدى المرات جلب الأشرعة كعادته لبيعها، ولكنه فوجئ بأن خيّاطاً آخر قد سبقه وباع الأشرعة لأصحاب المراكب، فكانت الصدمة كبيرة عليه، واجتاحت الرجل موجة من الحزن، فقد ضاع عليه عمل عام كامل، فوضع القماش أمامه وجلس يفكر، ماذا يفعل ليعوض خسارته؟ وفي أثناء جلوسه مرّ من أمامه مجموعة من الشباب مستهزئين به، فقال له أحدهم: اصنع من هذه الأشرعة بناطيل والبسها. انتبه الخيّاط على كلام هذا الشاب وبدأ يتأمل في قوله، فقال لنفسه: لِمَ لا؟ نهض من مكانه وقرر أن يخيط بناطيل من الأشرعة ليبيعها على الصيّادين، وفي صباح اليوم التالي وبعد أن أكمل خياطتها بادر إلى الذهاب إلى سوق الصيّادين، وبدأ ينادي: بناطيل قماشها قويّ يتحمل طبيعة عمل الصيادين، فالتفّ حوله الصيّادون، وأبدوا إعجابهم بالبناطيل واشتروها كلّها، هنا تألقت عيناه بنور شفاف بعث الدفء في قلبه، وامتلأت نفسه بهجة، ووعدهم أنه في السنة القادمة سوف يخيط لهم بناطيل أفضل منها، وبدأ العمل للسنة القادمة، وقام بتحسين عمله، فزاد عليها جيوباً وجعلها أكثر ملاءمة لظروف عمل الصيادين وحركتهم. وهكذا حوّل الأزمة إلى نجاح، وأنت أيضاَ يمكن أن تجعل الأزمة تفيدك، فإما أن تتقدم إلى الإمام أو ترجعك إلى الخلف.