رياض الزهراء العدد 213 إسقاطات ذاتية
ثقب النور
سلام عليك أيتها الأنيقة الجميلة، ذات الروح الشفافة التي لطالما أثارت إعجابي بقوتها على النهوض من تحت ركام الأيام بعزيمة، وبحلة جديدة، كأنها لم تذق بالأمس مرا. بدايةً أود ان أقول لك يا (نفسي): هنيئًا لك اتصالك بقمر العشيرة أبي الفضل العباس (عليه السلام)، وبيقينك هذا، بأنه كافل القلوب المنكسرة، سيتكفل بك، وطلبك منه أن يتكفلك هو من أعظم النعم، وقل من يدركها، وأنه لا بأس عليك، فأنت بخير الآن أكثر إن قارنت حجم معاناتك في تلك المدة، لقد كانت أشبه بدوامة من السجون، حالكة الدجى، أينما ذهبت تعودي إلى نقطة المركز، لكن سرعان ما من الله عليك، إذ أيقظك من ذلك الشعور المؤلم، يقولون: إن الضربة التي لا تقتلك تقويك، وبالفعل فقد أدركت تمامًا في الأسبوع الماضي كيف أن للألم أن ينضج الإنسان فكريًا، وعاطفيًا، وروحيًا، مهما كان مدى تأثيره في الجسد المادي، فهو إنما وجد ليحرق الشوائب العالقة في دهاليز الفكر؛ لكي يصل بالإنسان إلى مرحلة النضج، وإذا بك تجدين نفسك بأفضل هيأة، تبحثين عن الرسالة التي تنتظرك وتدركينها، تجمعين شتاتك، وتصبحين براقة أكثر بوعيك ومنطقك، وأنت البريق ذاته. أعلم أنك تمرين بمرحلة انكسار، تذكري أني قد أخبرتك ذات مرة أن للانكسار فائدةً، إنه يجعل النور يعبر من خلالنا؛ لأن الله تعالى مع المنكسرة قلوبهم.