استئصالُ المرارةِ
(المرارة) هي عضو من أعضاء الجسم تابع للجهاز الهضمي، وهي رابط موقعها بين الكبد والأمعاء الدقيقة، وارتباطها بالقناة الصفراوية، وظيفتها تركيز عصارة الكبد، وهي المادة التي تخزنها المرارة، وهذه العصارة غنية بالأنزيمات الهاضمة للدهون، وتستأصل المرارة في الحالات الآتية: • حدوث الالتهاب الحصوي واللا حصوي فيها. • وجود ورم فيها إما يكون حميد وإما خبيث بسبب وجود الزوائد اللحمية وهو نادر الحدوث. التهاب المرارة: 1. الالتهاب اللا حصوي: يحدث لدى الأشخاص ضعيفي المناعة كالمصابين بمرض السكر، أو الإيدز، أو كالمرضى فاقدي الوعي الراقدين بالإنعاش الذين يعطون الغذاء عن طريق التغذية الوريدية، فبهذه الحالة يتوقف عمل المرارة، وتتجمع الجراثيم المسببة للالتهاب نتيجة لذلك. 2. الالتهاب الحصوي: هو الالتهاب المصاحب لحصى المرارة، وقد تنتج عنه مضاعفات كثيرة، منها تقيح المرارة، أو تمخط المرارة، أو انفجار المرارة، أو تسمم الدم، أو غيرها من المضاعفات البسيطة والمتوسطة والخطرة. حصى المرارة: وهو المرض الذي تصبح المرارة فيه مكوناً للحصى، ويحدث نتيجة خلل في العصارة التي تفرز من الكبد وتتركز في المرارة حيث تسمى عصارة صانعه للحصى. وحصى المرارة قد يسبب للأشخاص المصابين به أعراضاً وقد لا يسبب تلك الأعراض. 1. حصى المرارة غير المصاحب للأعراض: يكتشف بالصدفة كأن يكون المريض يجري فحص السونار ﻷمراض أخرى، أو فحص مفراس البطن، أو فحص الرنين فيتبين بأن لديه حصى المرارة. 2. حصى المرارة المصاحب للأعراض: أعراضه ألم وحرقة وانتفاخ في المعدة، ورجوع السوائل من المعدة إلى المريء، وألم في الجهة اليمنى العليا للبطن (أي من جهة الكبد)، وألم في الكتف، وسوء هضم. العلاج: إن علاج المرض الوحيد هو استئصال المرارة إما عن طريق إجراء عملية فتح بطن وإما عن طريق الناظور. وتعتبر عمليات الناظور هي اﻷنسب في وقتنا الحاضر؛ وذلك كون عملية فتح البطن تكون مصاحبة لمضاعفات كثيرة بسبب كبر جرح العملية، فقد يحصل فتق جراحي بالعملية، أو التهاب الجرح فضلاً عن بقاء المريض في المستشفى مدةً ﻻتقل عن ثلاثة أيام، وغيرها وجميعها ﻻ تحصل بعمليات الناظور. وتكون عملية رفع المرارة هي العلاج الوحيد للأشخاص الذين يعانون من أعراض المرض. أما الأشخاص الذين لا يعانون من الأعراض فيمكن عدم استئصالها إلا في الحالات الآتية: 1. الأشخاص المصابون بمرض السكري؛ لأن الالتهاب يكون بصورة متفاقمة لأن المصاب بهذا المرض تكون مناعته ضعيفة. 2. الأشخاص المصابون بمرض الايدز الذين تكون مناعتهم ضعيفة أيضاً. 3. المرضى الذين يعانون من اضطراب في الهرمونات بسبب خلل في الغدة النخامية. 4. الشخص الذي يجري عملية في المعدة أو في الطحال أو في أي موضع من البطن، ففي هذه الحالة تستأصل المرارة أيضاً. بعد إجراء العملية ينصح المريض بعدم تناول الدهون مدةً معينة، ويفضل بعد ذلك التقليل من الدهون؛ لأن المرارة تعمل على امتصاص الدهون بنسبة 95%، حين عدم وجودها يكون امتصاص الدهون عن طريق الأمعاء التي تفرز أنزيمات هاضمة قليلة امتصاصاً قليلاً، والأمعاء تتحسس من الدهون فيسبب ذلك حدوث إسهال وألم في المعدة. مضاعفات المرض: التأخر في إجراء العملية يسبب مضاعفات كثيرة للمريض منها: تكرر الالتهابات التي تؤدي إلى التهاب المرارة المزمن، ونخر في جدار المرارة فتتكون فتحة - أي ناسور - بين المرارة والقولون، أو بينها وبين الأثني عشر، فتنتشر البكتريا وتسبب التهاباً في الكبد وفي القناة الصفراوية، أو تسبب انسداداً في الأمعاء، وقد يؤدي الالتهاب الحاد أيضاً إلى انفجار في المرارة فيحصل تسمم في الدم، ويدخل المريض في صدمة تسممية فتنتهي حياته في خلال ساعات. وقد يسبب الحصو الصغير انسداد قناة المرارة، فتتحول المرارة بذلك إلى كيس قيحي، فعندئذ يجب عل المريض إجراء عملية طارئة، وقد تتحول المرارة عند عدم وجود القيح إلى كيس مخاطي يسبب في حالة انفجاره مرضاً خبيثاً للمصاب.