التَّغذِيَةُ الصِّحيّةُ فِي شَهرِ رَمضَانِ العَطَاء

د. زينة نوريّ الجبوريّ/ بغداد
عدد المشاهدات : 147

لقد عرف اليونانيون القدماء فائدة الصيام, فنادى الطبيب الشهير (ابقراط) باتّباع الصوم؛ لعلاج الكثير من الأمراض الباطنية والخارجية، وسار على دربه بعض فلاسفتهم أمثال: سقراط، وأفلاطون، فكانا يصومان عشرة أيام كلّ بضعة أشهر. والإنسان مكوّن من جسد وروح، ولكلّ منهما متطلبات واحتياجات بحيث يحدث التوازن بينهما، وفي الصوم سمّو للروح، وتزكية للنفس، وصيانة للجسم، ووقاية له، فكما أن القرآن شفاء للناس، فإن صوم شهر رمضان شفاء للأجسام، ودواء للقلوب والنفوس، وصدق رسول الله (صلى الله عليه وآله) في حديثه الشريف: "صوموا تصحّوا".(1) ولضمان استمرارية صوم شهر رمضان من دون متاعب يجب مراعاة بعض الأمور الغذائية الصحية، منها: • الإفطار على التمر بتناول ثلاث تمرات: حيث إن التمر يحوي سكر الفركتوز، فيُسرّع في إمداد الجسم بالطاقة، فلا يفتر نشاط الصائم ولا يتعب، ويقي الصائم من تكوّن الحصوات البولية؛ لأنه يصحح حموضة البول نتيجة الصوم، فضلاً على غناه بالفيتامينات، والمعادن، والألياف الغذائية، ويحفّز المعدة على إفراز الإنزيمات الهاضمة، فيسهّل هضم باقي الإفطار الذي يحتوي على البروتينات والكاربوهيدرات. وبعد تناول التمر وكوب الماء، يُنصح بالتوقف عن الطعام والقيام بالصلاة؛ ليتسنّى للسكر الموجود في التمر الوصول إلى الدماغ وإعطاؤه التنبيه اللازم، وبعدها يتمّ تناول طبق الشوربة وباقي الأطباق بصورة بطيئة؛ لأن الدماغ يحتاج إلى (20) دقيقة ليستشعر بامتلاء المعدة، وعلى العكس من ذلك يُصاب الإنسان بالتخمة والكسل. • المدّة ما بين الإفطار والسّحور: وهي التي يُفضّل أن تكون بعد (4) ساعات من الإفطار، حيث يتم تناول الفواكه، والخضروات، والحلويات، والإكثار من السوائل؛ لتعويض المفقود منها في أثناء النهار. • السّحور: وهي من الوجبات الرئيسية، حيث تمنع حدوث الإعياء والصداع في أثناء النهار، وتساعد على تخفيف الإحساس بالجوع والعطش الشديدين، وتمنع الشعور بالكسل والخمول، وتحافظ على مستوى السكر في الدم في أثناء وقت الصيام. ومن الأفضل أن تحتوي وجبة السحور على الخضراوات التي تشتمل على نسبة عالية من الماء، مثل: الخس، والخيار؛ لتقليل الشعور بالعطش، زيادةً على أنها مصدر جيّد للفيتامينات والمعادن، كما أن من الأفضل أن تحوي وجبة السحور أطعمة ذات سرعة متوسطة في الهضم، كالجبن غير المالح؛ لأنه يسبب العطش والبيض، فهذه الوجبة تبقى في المعدة من (7-9) ساعات لتُهضم، فيُتلافى بذلك الإحساس بالجوع، ولا يُفضّل تناول السكّريات في وجبة السحور؛ لأنها تبعث الإحساس بالجوع، ويجب الإكثار من تناول السوائل للمحافظة عل صحة الكليتين في أثناء الصوم، والأفضل تأخير وجبة السحور؛ لإمداد الجسم بالطاقة أطول مدة زمنية في أثناء النهار. .............................. (1) مستدرك سفينة البحار: ج1، ص405.