شعبة مدارس الكفيل: من فيض فاطمة الزهراء عليها السلام تنهل البشرية قيم السماء وتعاليم الدين السمحة

دلال كمال العكيليّ/ كربلاء المقدّسة
عدد المشاهدات : 51

قالت مسؤولة شعبة مدارس الكفيل الدينية النسوية التابعة للعتبة العبّاسية المقدّسة السيّدة بشرى الكناني: إنّ السيّدة فاطمة الزهراء (عليها السلام) هي الأنموذج الأكمل للمرأة. جاء ذلك في كلمتها التي ألقتها في المؤتمر العلمي لمهرجان (روح النبوّة النسوي السابع) الذي يُقام تحت شعار (فاطمة الزهراء -عليها السلام- مجمع النورين النبوّة والإمامة)، وبعنوان "سيرة النور فاطمة الزهراء (عليها السلام) من أبيها إلى بنيها". وأدناه نصّ الكلمة: بسم الله الرحمن الرحيم من أمٍّ كان البارئ يقرئها السلام، ووالدٍ هو القائل الأوّل، اشتُقّت فاطمة نورًا محدقًا بالعرش، تجلّى لأهل هذه الأرض في العشرين من جمادى الآخرة بعد المبعث الشريف بأعوام. وُلدتْ فاطمة (عليها السلام) لتفطم العباد على محبّتها، وتملأ مشكاة الأرض بنورها، راضية مرضيّة، حوراء أنسية، فكانت كوثر القرآن في إعجازه، وآيات الرحمن في قرآنه، فاطمة مطلع المجد ومشرق الكمال: والـمجد يشـرقُ من ثـلاث مطالـع مِن مهـد فاطـمة فما أعـلاها هي بنت مَن هي زوج مَن هي أمّ مَن مَن ذا يُداني في الفـخارِ أباها هي ومضة من نور عين المصطفى هادي الشعـوب إذا تروم هداها وقد اختصّنا الله بكوثرها العذب؛ لنقيم مواسم المحبّة والولاء، ونجدّد العهد في كلّ عام، لنا عند ذكرى ميلادها موعد. من فيض فاطمة (عليها السلام) تنهل البشرية قِيم السماء وتعاليم الدين السمحة، تلك المرأة التي هي الأنموذج الأكمل، إذ اختصّتهم الرحمة الإلهية وفاق فضلهم دون النساء إلّا أربع، كانت الزهراء (عليها السلام) غُرّتهنَّ، وجوهرة التاج، ودستور العفاف، ودرّة صدف الفخار، من تلك النحيلة التي أنهكها الصيام، كانت نساء الأنصار وزوجات النبيّ (صلّى الله عليه وآله) يحففنَ بهالتها القدسية، تستنير أبصارهنَّ بنور وجهها المزهر، تلك التي قيل فيها إنّها حين تقوم في محرابها تزهر لأهل السماء كما تزهر النجوم لأهل الأرض، فاطمة العفّة التي اختطّت دروب الانفتاح، فاطمة (عليها السلام) المرأة المثلى رغم الجراح، وهي تتجلّى بأحكام الدين وقوانين الله مطالبة بحقّ سُلب وحقّ سيُسلب، من وحيها عرفت نساء المسلمين حدود الله، وببيانها رسمت العلامات الفارقة بين الحقّ وما يُوهم بأنّه حقّ من الباطل، حيث بان الاختلاف وكثُرت اجتهادات أهل الأرض بأحكام النصّ الإلهي الملزم، فكان صوتها يدعو للحقيقة، وخطابها يهدي إلى الحقّ في زمن لم توقَ فيه الأنفس الشحّ، فمالت الناس من حقّ إلى باطل رأي العين. ولبنات أمّ البنين (عليها السلام) الوفيّة، بنات أبي الفضل العبّاس (عليه السلام) الكافل والساقي والعميد، موقف عزّ وفخر وإباء، في كلّ عام يجري روح النبوّة في الضمائر الحيّة والقلوب الواعية التي تأتلف عند أعتاب القمر؛ لتحتفي بذكرى مولد النور من النور، وبالنظر إلى ما يجري من حولنا من أحداث جسيمة، بذلت فيها أمّة الزهراء (عليها السلام) والصفوة المخلصة الذين اصطفاهم الله تعالى لمحبّة أهل بيته (عليهم السلام) وإعلاء كلمة الحقّ الإلهي، بذلوا الغالي والنفيس ليقفوا موقفًا مشرّفًا بوجه أعداء الحقّ، حيث مضت جحافل الشهداء من باب فاطمة وهي ترتقي وتنشد: هي فاطم أمّ وعنّا لم ولن تغـضي وشبابنا من بابها نحو الوغى تمضي وبـظلّها نسـتخلف الأحلام والأيتام وعلى اسمها نمضي لننصر غربة الإسلام نفدي وأنّ الموت أولى من ركـوب العارِ في درب فاطمة الشهـيدة أول الثـوّارِ فتحيةٌ وسلامٌ لكلّ قطرة دمٍ سالت على نهج الحقّ الإلهي، الذي ثبّت دعائمه ورسّخ قيمه وأحكامه الرسول المصطفى صلوات الله عليه وعلى ابنته الصدّيقة فاطمة وبنيها، وأنّ ما لا يُدرك كلّه لا يُترك جُلّه، فقد كانت نسخة هذا العام مختصرة بالنافذة العلمية البحثية، على أمل أن نلتقي مجدّدًا تحت خيمة أبي الفضل العبّاس (عليه السلام) ببريقه الأسمى وجوده الأكفى، لينشر عبق الجود على محبّيه في قابل الأعوام، فتكون تلك راية النصر والبهجة والحقّ والبصيرة التي نادت بها مولاتنا سيّدة النساء (عليها السلام) وعلى أبنائها الشرفاء والأئمة الهداة، في ظروف أفضل ممّا نعيشه اليوم، إذ يتيسّر التنقّل الدولي لتحظى بنات الرسالة بدار القرب ومحلّ الرضا من آل محمّد (صلوات الله وسلامه عليهم أجمعين). فحيّا الله مَن حلّ في دار الكفيل وحوضه، وقصد الزهو الفاطمي الخالد، وتقبّل الله منّا ومنكم حبّ فاطمة (عليها السلام) في يوم مولدها، وسلام عليها يوم وُلدت، ويوم استُشهدت، ويوم ترجع في زمن الحقّ والسلام.