رياض الزهراء العدد 214 شمس مغيّبة
مظهر الرحمة الإلهِية
جاء في إحدى زيارات الإمام المهديّ (عجّل الله فرجه): "السلام عليكَ أيّها العَلَم المنصوب، والعِلْم المصبوب، والغوث والرحمة الواسعة، وعدًا غير مكذوب..."(1)، فالله سبحانه وتعالى هو مصدر الرحمة الواسعة الذي وسعت رحمته كلّ الوجود، ومن مظاهر رحمته محمّد وآل محمّد (صلوات الله عليهم أجمعين)، مثلما جاء في قوله تعالى مخاطبًا نبيّه محمّد (صلّى الله عليه وآله): (وَمَا أَرْسَلْنَاكَ إلَّا رَحْمَةً للْعَالَمينَ) (الأنبياء:107)، فالنبيّ (صلّى الله عليه وآله) هو الرحمة الشاملة للعالمين جميعًا. والإمام المهديّ (عجّل الله فرجه) هو امتداد لتلك الرحمة، وروافد الرحمة الإلهية تصبّ في وجود صاحب الزمان (عجّل الله فرجه)، فهو منبع الرحمة لجميع الموجودات، وكلّ ما لدينا هو ببركة وجوده الشريف، ولولا وجوده لساخت الأرض بنا، فهو الملاذ والأمان لوجودنا، وهو النور لأنفسنا التائهة المنجذبة إلى الشهوات، ولابدّ لأرواحنا من أن تسير في مركب صاحب الزمان (عجّل الله فرجه) لتكون معرّضة لمصدر الرحمة الإلهية الخاصّة لتستظلّ بدفء عنايته، وكلّما اقتربتِ من هذا النور، أفاض الله عليكِ من تلك الرحمة الخاصّة، فهو للمحبّين فيض من الرحمات. فاقتربي من إمام زمانكِ ليختصّكِ الله برحمته الخاصّة، فالله تعالى رحيم بعباده المؤمنين، إذ جعل بينه وبين عباده حبالًا ممدودة، تتنزّل عن طريقها الرحمة، منها شهر رجب المرجّب، شهر رحمة ربّ العالمين، فشهر رجب قطعة من الزمان، والإمام المهديّ (عجّل الله فرجه) مظهر الرحمة، فتمسّكي بهذا الزمان الرحماني بمظهر الرحمة الإلهية، فأهل البيت (عليهم السلام) هم معادن الرحمة الإلهية، مثلما ورد في الزيارة الجامعة: "السلام عليكم يا أهل بيت النبوّة، وموضع الرسالة، ومختلف الملائكة، ومهبط الوحي، ومعدن الرحمة"(2). .......................... (1) بحار الأنوار: ج٥٣، ص171. (2) مَن لا يحضره الفقيه: ج٢، ص610.