رياض الزهراء العدد 214 نافذة على المجتمع
حصاد شعبة التوجيه الديني النسوي لعام 2024م
تعنى شعبة التوجيه الديني النسوي التابعة لمكتب المتولي الشرعي للشؤون النسوية في العتبة العباسية المقدسة بنشر تراث أهل البيت (عليهم السلام)، وتقدم الشعبة العديد من البرامج والأنشطة التطويرية، والثقافية، والدينية، وغيرها، إضافة إلى إحياء المناسبات الدينية. كان لنا لقاء مع السيدة عذراء الشامي/ مسؤولة الشعبة، لمعرفة آلية عمل الشعبة وأقسامها، وأهم النشاطات التي تقدمها. - بداية، ما تقييمكم للعام (2024م) بالنسبة إلى شعبة التوجيه الديني النسوي؟ وما أبرز المحطات التي تجدونها بمنزلة نقاط قوة في الحصاد السنوي؟ - مثلت شعبة التوجيه الديني النسوي حراكا ثقافيا في المجتمع النسوي عبر إقامة مجموعة من البرامج التوعوية والتثقيفية، ولا نقول إننا بلغنا الكمال، فالعمل ما يزال يحتاج إلى تطوير لنبلغ أعلى مراتب النجاح. وشهدت الشعبة هذا العام مجموعة من البرامج التي حققت تفاعلا مميزا من قبل الفئة المستهدفة، مما حقق حلقة تواصل بين الشعبة والمجتمع النسوي، ومن هذه البرامج: - البرنامج التطويري (محطات فقهية) في مجموعة العميد التربوية - كلية التربية الأساسية للبنات. - دورة (مناسك الحج) لإعداد المرشدات، والتي تعد من أهم الركائز التبليغية التي تسعى إليها الشعبة في الوعي الديني والتثقيفي للمرأة. - برنامج (لأبي الفضل أنتمي) التطويري الخاص بملاك شعبة الزينبيات، هدفه تطوير خادمات المرقد المطهر، وصقل مهاراتهن. - المسابقات الميدانية والإلكترونية. - المحفل العبادي (أين الشموس الطالعة) لقراءة دعاء الندبة الشريف. - المحافل القرآنية اليومية التي تقام في الصحن العباسي المطهر تحت عنوان (في رحاب القرآن). هل هناك برامج أو مشاريع أقيمت في هذا العام؟ وما مدى تأثيرها في المستوى المجتمعي؟ - نظمت الشعبة العديد من البرامج التطويرية، منها برنامج (محطات فقهية) الآنف الذكر، شهد حضورا واسعا وتفاعلا كبيرا من قبل الطالبات. - انطلاق البرنامج الرمضاني السنوي تزامنا مع حلول شهر رمضان المبارك، إذ تقام المحافل في الأوقات الصباحية والمسائية، وكذلك إقامة المحافل القرآنية الخارجية (مراكز البدر التثقيفية) لأكثر من (1300) طالبة، موزعة على (6) أيام في الأسبوع، يتضمن البرنامج أداء مراسيم الزيارة، مع توفير كافة احتياجات الطالبات، من الوجبات الغذائية ووسائل النقل. - نظمت الشعبة دورة علمية مكثفة تتناول كيفية أداء مناسك الحج للنساء، تزامنا مع قرب توافد حجاج بيت الله الحرام إلى الديار المقدسة، ولأجل الإحاطة والإسهام في تطوير المستوى الفقهي لهذه العبادة وأحكامها. كيف كان تفاعل النساء مع الفعاليات التي نظمتها الشعبة في عام (2024م)؟ وهل تجدون تغيرا في مدى تفاعلهن مع الأنشطة؟ ـ حققت البرامج التي قدمتها الشعبة تفاعلا جيدا، سواء على صعيد منصات التواصل الاجتماعي، أو عبر البرامج الثقافية الحضورية، وقد كان تفاعلا ملحوظا قياسا بالأعوام السابقة. كيف تسهم شعبة التوجيه الديني النسوي في دعم المرأة روحيا ومعنويا في الظروف الاجتماعية المتغيرة التي شهدناها في عام (2024م)؟ أسهمت الشعبة في دعم المرأة روحيا ومعنويا عن طريق تقديم مجموعة من البرامج العبادية، وإحياء المناسبات الدينية والبرامج الإخلاقية عن طريق إقامة العديد من المحافل، والدورات، والندوات وغيرها، إضافة إلى وجود المبلغات في أماكن الوضوء، وتماسهن المباشر مع الزائرات، وتقديم النصح لبعض الزائرات بشأن الالتزام بالزي الشرعي، وعدم التزين، وتصحيح الوضوء، والإجابة عن جميع الأسئلة المتعلقة بهذه المواضيع. هل هناك استراتيجيات أو خطط طويلة الأمد وضعتها الشعبة لتعزيز التثقيف الديني للنساء، بخاصة في ظل التحديات التي تواجه المجتمع؟ وكيف تعملون على تحقيق هذه الاستراتيجيات؟ - من ضمن رؤية إدارة الشعبة، ومن أهم استراتيجياتها وضع خطط طويلة الأمد؛ لرفد المجتمع النسوي بكل ما يعزز التثقيف بشكل عام، والديني والأخلاقي بشكل خاص، إضافة إلى ذلك هناك خطط آنية لمعالجة بعض الظواهر التي تطرأ على الساحة عن طريق إعداد برامج تعمل على تطوير الفكر المعرفي عند المرأة؛ لخلق جيل من النساء يكون مؤهلا علميا ودينيا، يعي دوره في الحياة، ويتحمل مسؤولية الحفاظ على الهوية الثقافية والدينية للمجتمع. في ظل انتشار وسائل التواصل الاجتماعي وزيادة الاعتماد على التكنولوجيا، كيف تطورت أدوات شعبة التوجيه الديني النسوي وأساليبها؟ وهل ترون فرقا في فعالية البرامج المقدمة عبر الإنترنت مقارنة بالبرامج التقليدية؟ ـ إن منصات التواصل الاجتماعي والمواقع الإلكترونية، أصبحت أداة فاعلة للتأثير في عقلية المتلقي؛ لذا قدمت الشعبة عبر منصاتها العديد من البرامج والأنشطة والفعاليات التي تهدف إلى استقطاب شريحة النساء، تتضمن هذه البرامج (جدول النشر اليومي)، يهتم بالجانب العقائدي، والفقهي، والتربوي، والأخلاقي، فضلا عن المسابقات الإلكترونية التي تثري المتلقي بالثقافة الدينية التي يحتاجها والمستندة إلى المصادر الموثوقة والمعتمدة. ومن جانب آخر إن لهذه المواقع دورا بارزا في التعرف على آلية عمل الوحدات داخل العتبة المقدسة وخارجها عن طريق التغطيات اليومية لأخبار الشعبة، والرد على المتابعين الكرام، وكذلك الإجابة عن أسئلة الزائرات الفقهية عن طريق مواقع التواصل التابعة للشعبة، والتي قد تصل في اليوم الواحد إلى عشرات الأسئلة. ما أبرز التحديات التي واجهت الشعبة في تنفيذ برامجها في هذا العام، سواء على مستوى التنظيم أو استجابة المجتمع؟ وكيف تغلبتم على هذه التحديات؟ من أبرز التحديات التي تواجه الشعبة في إقامة برامجها التثقيفية في المناسبات الدينية الكبرى كالزيارات المليونية، هي مسألة ضيق المكان، واختلاف اللغة، وتنوع ثقافة الزائرات، مما يشكل عائقا في تنفيذ البرامج داخل العتبة، وقد تغلبنا على بعض هذه التحديات عبر الاستعانة بمجموعة من المترجمات، وإعداد برامج تناغم التنوع الثقافي، ونعمل على إزالة المعوقات الأخرى. إحصائيات ونسب: هل هناك إحصائيات أو أرقام محددة تعكس تأثير برامج الشعبة في عام (2024م)، كأعداد المستفيدات، ونسبة المشاركة، أو تأثير البرامج في التغيير السلوكي والمعرفي لدى النساء؟ ـ نعم، منها: 1- إحصائية وحدة الاستفتاءات: • عدد الزائرات: (92,814) • عدد الأسئلة الفقهية: (118,174) • عدد الأسئلة الاجتماعية: (3,708) • عدد الأسئلة المتنوعة: (43,013) 2- إحصائية الوحدة القرآنية: • عدد تصحيح القراءة: (25,533) • عدد الختمات الموزعة على الزائرات: (265) 3- إحصائيات وحدة التبليغ: • تصحيح الوضوء: (114,060) • التيمم: (2,850) • أسئلة بشأن الوضوء: (5,469) • تبليغ آداب الزيارة: (145,976) كيف تعمل الشعبة على دعم النساء ليصبحن مرشدات دينيات في محيطهن؟ وهل هناك برامج خاصة لإعداد نساء مبلغات في المجتمع؟ من أهداف مراكز (البدر التثقيفية) التابعة للشعبة هو إعداد نساء قادرات على نشر الوعي الديني والمعرفي داخل أسرهن بشكل خاص وفي المجتمع بشكل عام، علما أن عدد المراكز يبلغ (46) مركزا، موزعة على مختلف أقضية محافظة كربلاء المقدسة وأحيائها، وتدرس فيها مختلف الدروس، كالفقه، والعقائد، والأخلاق، وأحكام التلاوة، وغيرها. هل شهدت الشعبة تحولا في نوعية الأسئلة والاهتمامات التي تتلقاها من النساء في غضون عام (2024م)؟ ـ من المؤكد أن الشعبة شهدت تحولا لافتا في نوعية الأسئلة التي تتلقاها من النساء؛ وذلك عبر نافذتها الحيوية، ألا وهي (وحدة الاستفتاءات الشرعية)، إذ تتحمل هذه الوحدة مسؤولية الإجابة عن أغلب الأسئلة والتي أصبحت اليوم أسئلة متنوعة تشمل الجوانب العقائدية والأخلاقية، بل حتى الاجتماعية، فضلا عن الجانب الفقهي. ما الرسالة التي توجهونها للنساء في العام (2025م)؟ في ظل التحديات التي تعيشها الأمة اليوم، لا يمكن أن يقتصر دورنا بوصفنا نساء على مسألة تربية الأطفال ورعايتهم، وعدها عملية روتينية من الممكن أن تسير بلا تحديات ومخاطر، بل يحتاج الأمر منا إلى التسلح بالمعرفة، والتثقيف، والوعي على مسؤولياتنا بوصفنا مربيات لأجيال تحمل طابع هذا المجتمع الديني والأخلاقي.