جاد بكنوز العلم

فاطمة وسام برهان/ كربلاء المقدسة
عدد المشاهدات : 110

أولى الإمام الجواد (عليه السلام) اهتماما خاصا بالفقراء ونبذ التفاوت الاجتماعي، فدعا (عليه السلام) إلى توزيع الثروات كهطول الأمطار على الأرض العطشى، حيث لا تمييز بين خصب وجدب، ففي الوقت الذي كان التفاوت الطبقي ينخر كيان المجتمع، بين الإمام الجواد (عليه السلام) أن الفقر ليس قدرا، بل نتيجة للظلم في توزيع الخيرات، فأكد على محاسبة الرعاة ممن يستغلون مناصبهم لتحقيق ثروة شخصية، فالحاكم مسؤول أمام الله سبحانه وأمام الناس عن تحقيق العدالة بمختلف أشكالها؛ ليكون نصيرا للضعفاء، فلا يسمح للظلم أن ينمو، بل يجب اجتثاثه، ويجب أن يكون الحاكم عادلا، يؤدي حقوق المحرومين والمظلومين، لا أن ينحاز لمصالح النخبة أو الأقوياء. وكان المجتمع في عهد الإمام الجواد (عليه السلام) متنوع الثقافات والأديان، فغرس (عليه السلام) في نفوس شيعته حب العدالة؛ لتكون سقفا يحمي الجميع، بغض النظر عن اختلاف معتقداتهم وانتماءاتهم، فالظلم سيف مسلط على رقبة السلام الاجتماعي، إذ التمييز ضد أي فئة هو بمنزلة الشرارة التي تشعل فتيل الفتنة، فرفع (عليه السلام) راية الإنصاف مؤكدا أن العدل ركيزة استقرار الأمم. سيرة الإمام الجواد (عليه السلام) أنموذج أخلاقي فريد للمجتمعات الحديثة، ومثال يحتذى به في زمن تتسع فيه الفجوة بين الفقراء والأغنياء؛ لينشأ مجتمع يحترم حقوق الأفراد بغض النظر عن مكانتهم الاجتماعية.