المبعث النبوي الشريف: فيض الرحمة وبداية الرسالة الخاتمة
مولاي، اعذر فيض شوقي الذي يحملني عبر نبض الزمن، لأقف على أعتابك بسلام ممتلئ بالخشوع والولاء.. إنها كلمات تمثل الحب والهيبة، تحملنا عبر الزمن لنقف أمام أعظم مشهد عرفته البشرية، ألا وهو نزول الوحي على سيد الكائنات محمد المصطفى (صلى الله عليه وآله). لحظة إشراق: نزول (اقرأ) في غار (حراء) بعيدا عن ضجيج الدنيا وصخب التجارة، اختار النبي (صلى الله عليه وآله) العزلة ليتأمل في ملكوت الله، هناك في ذلك الغار شعت أولى كلمات الوحي: ﴿اقرأ باسم ربك الذي خلق﴾ (العلق:1)، هذه اللحظة لم تكن مجرد بدء الرسالة، بل كانت ثورة كونية أعادت تعريف علاقة الإنسان بخالقه وبالعالم من حوله. مقام النبي (صلى الله عليه وآله) في محراب الصلاة عندما صعد النبي (صلى الله عليه وآله) إلى غار (حراء)، حمل معه أربعين عاما من الزهد والصدق والحكمة، اعتزل التجارة المادية ليتاجر مع الله تعالى، وكانت صلاته وتعبده إعلانا عن استعداده لحمل أعظم أمانة. (اقرأ) مفتاح السماء والأرض (اقرأ) لم تكن مجرد كلمة، بل كانت مفتاحا فتح أبواب السماء على الأرض، فالملائكة تنزلت لترافق النبي (صلى الله عليه وآله) في رحلته الأولى مع الوحي، لقد كانت (اقرأ) بداية لنور أضاء الأرض بعد ظلام الجاهلية. ارتباط المبعث الشريف بكربلاء انطلقت دعوة النبي (صلى الله عليه وآله) من غار (حراء) عبر الزمن وصولا إلى كربلاء، فدم الحسين (عليه السلام) امتداد لنور جده، ومثلما نزلت (اقرأ) في (حراء)، كانت كربلاء صفحة جديدة في كتاب السماء. رسالة ولاء وأمل في ذكرى المبعث النبوي الشريف، نستلهم من تلك اللحظات دروسا في الولاء واليقين، إنها ليست مجرد مناسبة دينية، بل دعوة لإحياء القيم التي غرسها النبي (صلى الله عليه وآله) في نفوس البشرية، وكما قاالسلام على من حمل الرسالة بقلب نقي وروح مطمئنة، فالسلام على من جعل السماء أقرب إلى الأرض، ويبقى المبعث النبوي ذكرى تحملنا إلى عوالم من التأمل والروحانية، وتجدد فينا الأمل بأن الرسالة المحمدية ستبقى نورا يضيء دروب الإنسانية حتى آخر الزمان.