على ضفاف العلقمي

زينب عبد الله العارضي/ النجف الأشرف
عدد المشاهدات : 87

العباس (عليه السلام) قمر وضاء تألق في سماء العظماء، وبزغ في عرصات كربلاء بعد أن نشر شعاعه على الأيام منارات عز لا يخبو وهجها، ونفحات لطف لا ينتهي عطاؤها. سيدي أبا الفضل: كيف للأقلام أن تبلغ شأو عظمتك؟ وأنى للأفهام الإحاطة بك وإدراك حقيقتك؟ يا من علمتنا أن الولاء موقف، والانتماء مسؤولية، ومودة القربى تكليف مقدس، والقرب من الحق وأهله لا يقاس بالمسافات، بل بما يبذل من أجله في أصعب الظروف وأقسى اللحظات. مولاي: بأي الكلمات نصفك؟ وما عسانا نقول في حقك وكل الحروف تقف عاجزة أمام بهائك، وتتلاشى عند أعتابك، فكل ما نستطيع فعله الاقتراب من ضفاف العلقمي؛ لنسأله عنك، ونستمع بكل خشوع لقصتك حين رمقتك الضفاف وأنت قطيع الكفين، وقلبك مملوء بحب الله تعالى والدين، ولسانك يتمتم بالسلام على إمامك الحسين (عليه السلام). سيدي: يتملكنا الخجل ونحن نحاول طرق بابك، يرتجف القلب والقلم وهما يرومان التحليق في سماء مجدك، ترى ماذا نكتب؟ وأي شيء ندون وأنت البحر الزاخر الذي تاه في شطآنه الملايين؟! مولاي: ها نحن على أعتاب طهرك، نفترش القلوب لتتنسم عبق ذكرك، نمد أكفنا نحو رحاب قدسك، ونستأذن منك للكتابة عنك، نريد النهل من مآثرك؛ نحيا بها، ونحيي بها كل من تعلق بك، وحفر في سويداء قلبه بهاء حروفك وجمال سيرتك، فأعنا يا سيدي، وسددنا لنرتشف من نميرك، ونطيل المكوث عند ضفافك، علنا نرجع بزاد يغير الحال والمآل يا قمر الآل: حرّى الفؤاد بحسرتي وتلعثمي حيرى جلست على ضفاف العلقمي ماذا أقول وكل حرفي قاصرٌ لو رمت وصفا للأبي الضيغم هو ذخر أم قد تعاظم دورها قد كان وعدا من زمانٍ أقدم وأتى كأروع فاتح وسلاحه حب الحسين وريث طه الأكرم هو صاحب الصولات حد حسامه يجتث أصل ضلالةٍ كالهيثم هو حارس الخدر الغيور بظله لاذت عيالات الغريب لتحتمي هو سلوة الأطفال عند مجيئه تروي العطاشى كفه بتبسم هو ملهم الأبطال كل فضيلة وله بكل الفخر حبا تنتمي هو قدوةٌ للفاتحين بكربلا أكرم به من فارس ومعلم هو سيدي العباس يكفي أنه قد صار باب الله للمتألم ما أمه المعتل إلا واشتفى إن جاءه المحتاج عاد بمغنم يكفيه فخرا قول صاحب عصره (اركب بنفسي) يا عماد مخيمي حتما سيبقى كل حرفي عاجزا إن رام مدحا للكمي الهاشمي يبقى منارا للكماة على المدى وبحبه يمتاز كل متيم