المرأة ومهمتها الفذة
عندما تحرص الشريعة المقدسة على اختيار الزوجة الصالحة التي تكمل مسيرة الفرد، فإنها تضع شروطا غاية في الدقة، إذ تبدأ باختيار العائلة الصالحة ذات الدين، ثم تركز على عفة الفتاة، ودينها، وخلقها، وكل ذلك ينبئ عن الدور الفاعل والأثر الكبير للمرأة في كل العصور، بخاصة عصر الظهور، فقد أكدت الروايات الشريفة أن هناك عددا من النساء اللواتي سيكن في ركب الإمام (عجل الله تعالى فرجه الشريف)، إذن هناك مرحلتان مهمتان جدا، هما: الأولى: مرحلة الإعداد. الثانية: مرحلة تسنم المسؤولية. في المرحلة الأولى التي تعد إعدادا وتمهيدا للمرحلة الثانية، يجب أن تركز المرأة على ممارسة دورها المبارك في أسرتها، وإعدادها أبناء صالحين، أسوياء نفسيا وبدنيا، فتقدم كل ما بوسعها، حتى تشعر بلذة تريح ضميرها، فتعين زوجها الذي يتحمل أعباء الحياة؛ لتكون خير عون له حاضرا كان أو غائبا، كانتقال عمله إلى مكانٍ آخر، أو غيره من الأسباب، فتحرص على بيتها، وتحفظ زوجها في غيبته بعفتها ووقارها وعملها الدؤوب، وتفانيها في تربية أبنائها وتنشئتهم نشأة صالحة، فتزرع الثقة في نفوسهم، والأخلاق الحميدة، والقيم النبيلة. فتجدها صابرة محتسبة عند فقد زوجها أو استشهاده؛ لذا تعد هذه المرحلة مرحلة صعبة لا تجتازها إلا من كانت نافذة البصيرة، ذات عزمٍ قوي على مواجهة الصعاب؛ لتتهيأ للمرحلة التالية. وفي مرحلة تسنم المسؤولية التي تعد مرحلة المكافأة لها على اجتياز المرحلة الأولى، فنقول: هنيئا لك صبرك، وجهدك، وتفانيك، وعفتك وحياءك، لقد وصلت بجدارة إلى هذا المنصب الرفيع المبارك؛ لتكملي المسيرة في دولة العدل الإلهي، أنت القدوة الحسنة لنساء العالم، والمنار الذي يستضاء به للوصول إلى القمة، فلم تنجرفي وراء مغريات الحياة الزائفة، والمظاهر الخادعة التي انبهرت بها الأخريات، كصرعات الموضة، والافتتان بالحفلات والتجمعات التي لا تراعي الاحتشام والعفة، بل كنت جبلا شامخا أبيا، تسوره هالات تشع وقارا وقدسية، كأنك جبل من نور، حقا إنه الفوز والفلاح، ستتنعمين بالعمل في دولة لا يستحق أن يعمل بها إلا من تحلى بفضائل أنت تحليت بها، فحرصت كل الحرص لتكوني من متصدري قائمة الجنود المخلصين تحت راية مخلص البشرية من براثن الطغيان والعصيان، إنه صاحب يوم الفتح الذي طال انتظاره.