أوراق العمر في عين الخريف

سارة عبد الله الحلو/ كربلاء المقدسة
عدد المشاهدات : 59

أطلت من نافذتها لتداعب نسمات الخريف الليلي أنفاسها، نعم، الخريف يأتي فجأة ويرحل سريعا، أيامه معدودات، ينزع من الصيف حذاءه ليلتحف بمعطف الشتاء. أطالت الوقوف، وأمعنت النظر جيدا في أوراق الأشجار الصفراء المتساقطة، وضوء البرق المتصدر قلب السماء: ليتنا كالخريف ننفض أوراقنا الصفراء؛ ليكسوها الربيع أوراقا خضراء يانعة، ليتنا كفصل الخريف المتدفق بالطاقة والتغيير والاندفاع والتجديد، ما أجمله من فصل، كأن حكم الله سبحانه كلها مودعة فيه، نرى فيه معنى الفصول، ألم الفراق، بهجة اللقاء، نرى حقيقة الحياة والإدراك. يجب أن نتعلم من الخريف حكمة السقوط، فالأشجار لا تجزع حين تفقد أوراقها؛ لأنها تدرك أن التجدد والتغيير لا يتحققان إلا بالتخلي عن أثقال الماضي وذكرياته الأليمة.