رياض الزهراء العدد 215 طفلك مرآتك
بوصلة الخير
تبددت ساعات الليل وطرقت خيوط الشمس الجميلة أبواب النوافذ مبكرا، استيقظ الأصدقاء الخمسة في ساعات الفجر الأولى، فقد تعاهدوا على الالتزام بالعيش بطريقة مختلفة، تناول كل منهم فطوره استعدادا للقاء في المواعيد المحددة في يومي الجمعة والسبت التي اقترحها عليهم (محمد) لكونه أكبرهم سنا. على عشب الحديقة التي تطل عليها منازلهم، اجتمعوا بابتساماتهم الجميلة وأحلامهم البريئة، تحيط بهم أصوات الطيور المغردة بشغف فائض، تسابقوا ليعرض كل منهم إنجازاته التي عملها في الأسبوع الماضي، يتوسط (محمد) جلستهم لأنه صاحب الفكرة ممسكا بدفتر وقلم يسجل فيه اسم كل صديق مع إنجازاته ليسلمه في النهاية لوالده الذي يعمل مدرسا ليقوم بتكريمهم ككل مرة. اتجه (محمد) إلى صديقه (علي) ليسأله: ـ ماذا حفظت في الأسبوع الماضي يا صديقي؟ ـ حفظت سورة (الضحى)، وكتبت قصة كرمتني عليها إدارة المدرسة، وأخذت في اختبار الإملاء درجة كاملة. دون (محمد) ذلك في دفتره، ثم قال له: ـ ما شاء الله، جزاك الله خيرا يا صديقي، أسمعنا ما حفظت من القرآن. هكذا قضى الأصدقاء الخمسة ساعاتهم الأولى من يوم الجمعة، توادعوا ثم عادوا إلى بيوتهم بشوق للمزيد من الإنجازات. وفي يوم السبت كان لابد من أن يتكرر اللقاء، انتظر الأصدقاء الأربعة (محمدا)، لكنه لم يأت في الموعد المحدد، فذهبوا إلى منزله وطرقوا الباب فلم يخرج إليهم أحد، انتابهم شعور بالخوف، فعادوا إلى منازلهم حزينين. لم يلتق الأصدقاء بـ(محمد) في المدرسة في بداية الأسبوع، فأيقنوا أن (محمدا) ليس بخير، فقرروا أن يستعينوا بآبائهم لمعرفة أخبار الصديق الغائب. استطاع الآباء بسرعة معرفة أخبار جديدة عن (محمد) الذي كان راقدا في المستشفى نتيجة إجراء عملية اقتلاع الزائدة الدودية، فهرعوا مع أبنائهم وباقات الزهور الأنيقة إلى المستشفى. اجتمع الأصدقاء حول (محمد) الذي استقبلهم بالابتسامة نفسها، وبعد يومين من الفراق تلألأت عيون الأصدقاء بالدموع البراقة، وراحوا يحتضنون صديقهم ليخرجوا معا من المستشفى وهم يعبرون عن مشاعرهم كل بطريقته الخاصة، يتوسطهم (محمد) من جديد كبوصلة للسعي نحو فعل الخير.