أميرٌ يأكلُ قُرصَ شعيرٍ

نادية حمادة الشمري
عدد المشاهدات : 173

قد قاسَمَ المختارَ في نشأتِهِ فزادَهُ الفخر صنوانا.. وباتَ يزهو على التأريخ بابُ علمِ النبيِّ منقّذاً وفُرقانا.. ليبلجَ الفجرُ مقاسماً المختارَ ينادي حيَّ على الصلاةِ، ولعملِ الخيرِ هَيّا.. وما أنْ اكتستْ بالوَرْسِ(1) أنوارُ الصباحِ حتى قاسَمَ النبيَ ونفسَه قرصَ الشعيرِ.. عُصبةُ الكفرِ هَالَها قربُكَ يا صنوَ الرسولِ، فحملُوا الحِقدَ بعدَ الذهولِ.. فلاحَ النصرُ في عُصبةِ فرسانِ خيبرَ خسرانا.. ينادي أحمدُ نادوا علياً يسوقُ العزَ تيجانا.. فأجلى البابَ بمِعْصمِهِ وكانَ للتأريخِ عنوانا.. هالَ القومُ أنّ سنا الحقِ يطولُ، فولوا الدُبُرَ كقومِ نجرانا.. وإذا الصبحُ أسفرَ عن قلعةٍ أصبحتْ تراباً، واجتمعَ الأبرارُ يأكلونَ قرصَ الشعيرِ.. فخطَّ جروحاً بلوح القدر خسفُ بدرٍ يأذنُ بالرحيلِ.. فعمَّ الدهرَ حزنٌ وفي أعلى السماءِ صاحَ جبرائيلُ بالنِدا: مَن ينادي في فجرِ العشرين حيّ على الصلاة..؟ وجاءتْ ليلةُ القدرِ تستوقدُ في الأكبادِ نيراناً وأحزانا.. تَبِعها أنينٌ للكوفةِ مَن يصلي اليومَ للفجرِ الحزينِ..؟ فَعَجِبْنا وَذَهِلْنا مِن سيفِ الرزايا أمامَ عدلِ بابِكَ لم يذُبْ.. وَهالَ بنُ ملجمِها على اليتامى والمساكينِ سيفَ المنعِ لقرصِ الشعيرِ.. فعجزتْ خيوطُ الأملِ لِتَقِفَ على الجُرحِ بفراقٍ خَجِلٍ.. لتصعدَ دعواتٌ تصرخُ ربَّنَا لا تردَّ الابتهالَ.. وسَطَّرَ القلمُ في هذهِ الليالي "اشددْ حيازيمَكَ فإنَّ الموتَ لاقيكا".. ليُصبحَ الطفلُ اليتيمُ والمسكينُ محتاجاً لقرصِ الشعيرِ.. ........................... (1) الورس: هو شيء أصفر مثل اللطح يخرج على الرِّمْثِ بين آخر الصيف وأول الشتاء/ لسان العرب: ج6، ص254.