رياض الزهراء العدد 216 شمس مغيّبة
شرِيك القرآنِ
جاء في إحدى زيارات الإمام صاحب الزمان (عجّل الله فرجه): "السّلامُ عليكَ يا شريكَ القرآن"(1). أيّتها المُحبّة لإمام زمانكِ، ألستِ مشتاقة ومتلهّفة لرؤية الطلعة الرشيدة؟ ألم تترقّب عيناكِ لقاءه؟ فإذا كان الإمام غائبًا عن أنظارنا، فكتاب الله تعالى حاضر أمامنا، أو ليس الإمام المهديّ (عجّل الله فرجه الشريف) عِدل القرآن؟ فالنظر في المصحف الشريف هو نظر إلى الإمام المنتظر (عجّل الله فرجه)، فهو شريك القرآن، كلاهما نور وهدى، طاعتهما واجبة ويشهدان عليكِ يوم يقوم الأشهاد، فقد رُوي عن نبيّ الرحمة (صلّى الله عليه وآله) أنّه قال: "إنّي تارك فيكم ما إن تمسّكتم به لن تضلّوا بعدي: كتاب الله (عزّ وجلّ)، وعترتي أهل بيتي"(2). تأمّلي في آيات الله سبحانه لتري بقلبكِ الجمال الملكوتي لإمام زماننا (عجّل الله فرجه)، تأمّلي بعمق لتشعري وجوده بيننا، وكلّما اشتقتِ إليه، افتحي مصحفكِ لتنالي جرعةً من الوصال، فالإمام المهديّ (عجّل الله فرجه الشريف) هو القرآن الناطق، فتمسّكي بكتاب الله تعالى، وعمّقي صلتكِ به لتكون لكِ عَبر القرآن وصلة ارتباط بصاحب الزمان (عجّل الله فرجه)؛ لتكوني في محضره دائمًا، ولا ينطفىء لهيب الشوق إليه. ها هو شهر رمضان المبارك أقبل علينا، شهر ربيع القرآن، وكم لكِ من الهِبات الإلهية فيه، فدعوة لكِ من الربّ تعالى: أيّتها المؤمنة، ليكن لكِ انطلاقة روحية من هذا الشهر لتعرجي بروحكِ لترتقي بها إلى رضا إمام زمانكِ (عجّل الله فرجه)؛ لتنالي القرب منه، فيكون اتّصالكِ بالقرآن ربيعًا لقلبكِ حين يحظى بلذّة الحضور في زمن الغَيبة. .................... (1) ضياء الصالحين: ص244. (2) بحار الأنوار: ج23، ص133.