صخب الانجراف

زينب ناصر الأسديّ/ كربلاء المقدّسة
عدد المشاهدات : 3

تعد الأضرار النفسية التي تصيب الطفل من جراء قضاء وقت طويل في العوالم المجازية من المواضيع المهمة التي تناولتها الدراسات والأبحاث بالتفصيل، وكانت النتائج محذرة في هذا المجال، فالطفل المدمن، سيعيش حالة مفرطة من العزلة والشعور بالضجر، وكلما طالت المدة التي يستخدم فيها الأدوات الإلكترونية، قل في المقابل الوقت الذي سوف يقضيه مع الأسرة والأصدقاء، ثم شيئا فشيئا سيصاب بعزلة اجتماعية تؤدي إلى ضعف طاقة التحفيز والشغف لديه للقيام بالمهام اليومية، فيشعر الطفل بالضجر والتمرد، والكسل، ولا يستطيع إتمام ما بدأه من أعمال بسهولة. إن الاستخدام المبكر للهواتف الذكية، سوف يقلل من قدرة الطفل على التعلم، بل يشلها، وسوف تظهر نتائج هذه المشكلة في السنوات التي يذهب فيها الطفل إلى المدرسة، فعلى سبيل المثال قد يكون أداؤه سيئا في مادتي الرياضيات والعلوم والمواد التي تحتاج إلى التركيز والدقة. بشكل عام، الاستخدام المفرط لهذه الأجهزة يؤثر في المستوى الدراسي لطفلك، ويتسبب في تكوين أنماط سلوكية غير صحيحة لديه، ثم إن مشاهدة الصور والأفلام المتتالية غير المقيدة في محتواها الملائم لعمر الطفل، تضع الأسرة في مواجهة أخطار التأثير السلبي للمقاطع التي تروج للعنف والانحراف الأخلاقي، ومن نتائجها طفل عصبي غاضب، غير مكترث لآلام الآخرين. وما يحدث في الواقع من أمور وتداعيات، هذا غير الآثار السلبية التي تؤثر على صحته مثل السمنة المفرطة، فالعلاقة عكسية بين هذا النوع من الإدمان وترك ممارسة الرياضة والنشاط البدني مما يعرقل نمو الطفل السليم ويعرضه إلى الكثير من الأمراض التي باتت تصيب حتى الصغار مثل السكري. تستطيع الأم الواعية التي تهتم بالتربية مثلما تهتم بمأكل الطفل وملبسه، أن تتجاوز هذه السلبيات كلها عبر وضع خطة تربوية مدروسة في تقنين الوقت الذي يقضيه الأبناء في تصفح الجوال، وغيره من وسائل الترفيه ووسائل التواصل الإلكترونية.