محض مغامرةٍ

ضمياء حسن العوادي/ كربلاء المقدّسة
عدد المشاهدات : 5

الحياة محض مغامرة، نخوض تلك المغامرة ونعود إلى حياتنا، هذه العبارة البسيطة التي كتبت حياتي قبل أعوام، اتخذت لحياتي نظاما خاصا، فلا أزال أرى كل ما يمر بي مغامرة تجمع بين شتى المشاعر: الفرح، الحزن، الخوف، الاطمئنان؛ لكن تلك المشاعر المتباينة ستنتهي حتما لننعم ببعض السلام، فنفكر: ماذا استفدنا؟ ماذا خسرنا؟ كيف تصرفنا في هذه الحالة، وتلك؟ هل جرفتنا العاطفة أم كان لعقلنا زمام الأمور؟ كيف يجب أن نتصرف في المرات القادمة إذا ما ابتلينا بالموقف ذاته، أو بالمشكلة نفسها، حتى السلام والسعادة التي عشناهما لبرهة من الزمن، تحتاج إلى التفكر والتوقف لدراسة سلوكنا واكتشاف طاقاتنا، فكثيرا ما نلهم بصبرٍ لم نعهده من أنفسنا، أو طاقة صمت لم نتصور أننا سنكبح لجام ألسنتنا، وغيرها من الأفعال التي نتفاجأ بها في مكنوناتنا، وقد جزمنا بأننا لن نملكها يوما، ففي كل مرة نعلن أن طاقتنا قد نفدت أو أنها ستنفد إن تعرضنا لمواقف معينة، يختبرنا الله (عز وجل) بكلامنا مع أنفسنا، فنرى أننا واجهنا الموقف بجدارة، وعندما ينتهي نتذكر أننا حكمنا على أنفسنا بعدم التحمل! لطالما تكرر هذا الأمر أكثر من مرة في حياتنا، وحكمته عظيمة جدا لمن يعقلها جيدا، فالإنسان مهما ادعى معرفة نفسه، يتفاجأ باختبار يكشف له ما يجهله عن نفسه، فالوقفة التي يقفها الفرد بعد كل مرحلة يمر بها، لعلها تحمل في طياتها التفكر الذي وصف أن ساعة منه خير من عبادة سنة، أو خير من قيام الليل. وبعد كل ذلك نعود من جديد إلى مغامرة أخرى، فيها ما فيها من لذة اكتشاف الذات، والمجتمع، والحياة، حتى العبادة، فهذه الفكرة تضفي الكثير من السلاسة على ما يجري لنا من الصعوبات، وتدفعنا إلى التقدم إلى الأمام، فمهما كان الماضي جميلا، إلا أن القادم أجمل لأننا في طور اكتشافه.