إدمان الأطفال الألعاب الإلكترونية..يبدأ بخطوةٍ وينتهي بعلاجٍ

مروة حسن الجبوريّ/ كربلاء المقدّسة
عدد المشاهدات : 4

أصبح مشهد جلوس الأطفال مع الهاتف الذكي وتحميلهم الألعاب والبرامج القتالية أمرا مألوفا في حياتنا اليومية، كأننا نشاهدهم يلعبون في باحة الدار أو في الأزقة كالسابق. في عيادة طبيب العيون لفت انتباهي طفل في الخامسة من عمره يضع النظارة الطبية ذات العدسة العملاقة، ويمسك الهاتف بيده ويبحث عن شبكة الإنترنت ليكمل لعبته، والأب يطلب من السكرتيرة أن تفعل له خدمة الـ(wifi)، هذه العادة التي قد تبدو أمرا بسيطا، إلا أنها في الحقيقة نوع من الإدمان الإلكتروني. جميعنا نعلم أن التكنولوجيا الحديثة وتوافر هذه الأجهزة هو سلاح ذو حدين: مفيد وخطر في الوقت ذاته بحسب استخدام الفرد له، فعندما نشتري جهازا كهربائيا، فسنجد معه كتيب التعليمات الخاصة بنظام تشغيل الجهاز وصيانته، فكيف بمنظومة الإنترنت، وهي منظومة تترك بيد طفل صغير بشكل كامل، وبمجرد ضغطة زر يدخل عالما من عوالم الممنوعات، حتى يصل بعد مرور الوقت إلى الإدمان الإلكتروني. إن المشكلة تكمن في أن الهواتف الذكية، والأجهزة اللوحية، حتى الحواسيب، توفر بيئة مثالية لتعزيز هذا الإدمان بسبب سهولة الوصول إلى الإنترنت، وكثرة المحتوى المثير من فيديوهات قصيرة على اليوتيوب، والإعلانات التي تدخل الطفل في عالم التصفح، فيظل يطلب المزيد، وقد أشارت إحصائيات عالمية إلى أن (52%) من العوائل أبناؤهم لا يستطيعون الاستغناء عن مواقع التواصل الاجتماعي، ونحن نغفل عن ذلك بذريعة قضاء الوقت، وعلى الرغم من أنها من الممكن أن تكون وسيلة للتعلم والفائدة، إلا أنها تحولت إلى ملجأ للهروب من الواجبات المدرسية، وغيرها من الواجبات، والجلسات العائلية، ومن أجل اتخاذ خطوات عملية للتحكم بالوقت الذي يقضيه الطفل أمام الشاشات، لابد من الآتي: ـ تخصيص وقت لممارسة الألعاب الرياضية، والأنشطة الثقافية، وتعليم الطفل الأعمال اليدوية. ـ منع الطفل من هذه الأجهزة بشكل دفعي قد يؤدي إلى العناد والسلوك العدواني؛ لذلك يفضل اتباع نظام التقليص في البداية، والاتفاق على وقت محدد لاستخدام الهاتف حتى تعالج الحالة. ـ القيام بالسفرات والزيارات العائلية، والتعرف على أصدقاء جدد، مما يساعد في تعزيز التعاون وإشغال الطفل بالعلاقات الاجتماعية المفيدة، بعيدا عن استخدام الأجهزة الذكية. ـ إشراك الطفل في المسابقات والتحديات لمدة لا تقل عن (10) أيام متتالية، مما يسهم في تقليص عدد ساعات استخدامه الإنترنت والألعاب الإلكترونية، ومن ثم القضاء على الإدمان الإلكتروني. ـ الثناء على الطفل لامتلاكه الإرادة القوية بترك استخدام الإنترنت. ـ الاستعانة بالبدائل الصحية للإنترنت، كتوفير الكتب الثقافية والتعليمية المخصصة لعمره. ـ ليس الطفل وحده من عليه الالتزام بهذه التوصيات والمقترحات، بل على الوالدين أولا الالتزام والتطبيق العملي؛ لأن الطفل يتعلم من والديه، ولا يؤثر فيه الكلام من دون الفعل.