مَعدِنُ البَطَلِ الطَّالِبيّ

مها حمادة
عدد المشاهدات : 264

الإسلام دين شامل وملمّ بجميع نواحي الحياة، فكان القلب وما يعتريه من أهم اهتماماته، وعارض الهم والحزن من أهم أمراض هذا العالم, فليس من الضروري أن يكون الحزن من الأمور السلبيّة في بعض الأحيان، فقد يكون منشأً لرفع درجة، وهو ما يتجلّى جوهره النقي في أهل البيت (عليهم السلام) في المواقف الصعبة التي تستبعد من طريقها صغار النفوس, والقاسم بن الحسن(عليه السلام)هو أحد أبطالهم الذي اعتراه الحزن والهمّ عندما رُفض طلبه بالخروج إلى ملاقاة الكفرة, فكانت عوذة الإمام الحسن(عليه السلام)الخطوة الأولى للتخطيط المستقبلي في مسيرة الدفاع عن إمام زمانه, ولبيان المعدن الطالبي يأنف ابن النبي (صلى الله عليه وآله)أن يحتفي في الميدان غير مكترث بجموع الجيش، فوصل إلى رفع الدرجة بعد أن انجلت الغبرة عن صورة الإمام الحسين (عليه السلام)، وهو بجوار القاسم (عليه السلام)، الذي ترفرف أجنحة الملائكة باستقباله كشهيد, ورفع درجته، وقد ضُمّ إلى صدر الحسين(عليه السلام)عندما أراد أن يجمعه مع بقية أبطال البيت الطالبي.