رياض الزهراء العدد 216 تاج الأصحاء
القرنية والقوس الشيخوخي
تعد العين من أكثر أعضاء الجسم تعقيدا من الناحية التشريحية، فهي تتكون من العديد من الأجزاء ذات الأهمية الكبيرة، فلكل جزء وظيفة أو وظائف عديدة، ومن هذه الأجزاء القرنية، وهي الجزء الأمامي الشفاف الذي يقع في مقدمة العين، ومسؤولة عن كسر جزء كبير من الأشعة الضوئية التي تدخل العين، ومن ثم هي العامل الأول المسبب للرؤية، لكن هذا الجزء معرض للكثير من المشاكل، منها (القوس الشيخوخي)، أو ما يعرف بـ(القوس القرني)، وهو قوس رمادي أو أبيض اللون، يظهر حول قرنية العين، يتكون القوس من ترسبات دهنية في القرنية، وفي الغالب لا يكون ضارا، مثلما أن الرجال معرضون للإصابة به أكثر من النساء. يتكون هذا القوس في البداية في المناطق العلوية والسفلية من القرنية؛ لأن هذه المناطق تتمتع بتروية أكبر من مركز القرنية، أي أن الدهون الضارة كالكوليسترول، والفوسفوليدات، والدهون الثلاثية، والبروتينات الدهنية تتراكم في هذه المناطق، إذ إنها تصل بشكل أفضل إلى هذه المناطق ذات التروية الكبيرة، ويمكن أن تتطور إلى شكل يشبه الحلقة، يحيط بالقرنية. أسباب القوس الشيخوخي أشارت بعض الأبحاث إلى أن انتشار (قوس القرنية) يقترب من (100%) لدى الأفراد الذين تزيد أعمارهم عن (80) عاما، أي أنه يرتبط ارتباطا وثيقا بالعمر، أما ظهوره في سن مبكرة، فقد يشير إلى مشاكل صحية، كارتفاع مستويات الكوليسترول في الدم. التشخيص والعلاج الإصابة بـ(القوس القرني) لا تشكل خطرا على الفرد، ولا تعد ذات أهمية سريرية، فهي لا تؤثر في الرؤية ولا تسبب أعراضا، ولم يلاحظ أي تقرح أو تكون أوعية دموية جديدة، أو تكون ثانوي للقوس القرني؛ لذا فهو لا يستدعي علاجا؛ لكن إذا كان هناك ارتفاع في نسبة كوليسترول الدم، فيجب معالجته.