رياض الزهراء العدد 216 الملف التعليمي
دور المعلم في غرس المبادئ والقيم
للمعلم دور كبير بالتأثير في سلوكيات الطالب، بل حتى في مبادئه، فالكثير من الطلاب يستقون تصرفاتهم من معلميهم، فما أزال أتذكر إحدى المواقف لمعلمتي حين أخطأت بحق إحدى زميلاتي، ثم في اليوم التالي عبرت عن اعتذارها بإهدائها قطعا من الحلوى، وهذا المشهد نادرا ما يتكرر بين المعلم والتلميذ، وحين مارست مهنة التعليم، كنت أقتدي بمعلمتي وبطريقة تعليمها المحببة، فقد زرعت فينا ثقافة الاعتذار مهما كان منصب الشخص الخاطئ، ولا فرق فيمن أخطأنا بحقه، ومعلمة أخرى علمتنا على أداء التعقيبات بعد الصلوات المفروضة، وإلى هذا اليوم ألتزم بها؛ لذلك يتضح مدى تأثير المعلم في زراعة المبادئ والقيم في شخصية الطالب، فالمعلم يعد القدوة في حياة التلاميذ بسبب وجوده اليومي معهم، فهو قادر على ترسيخ العديد من المبادئ الأساسية التي تساعد في تشكيل شخصية الطالب وتطوير سلوكياته، كالصدق، والاحترام، والإحساس بالمسؤولية، والتعاون مع الآخرين، وحب العلم، والكثير من التعاليم الدينية، كأداء الواجبات وترك المحرمات، كالحث على فريضة الصيام التي بات بعض الطلاب يتهاونون في أدائها، فيأتي دور المعلم في الحث عليها من جانب، ومنع التلاميذ الذين يتناولون الطعام أمام أقرانهم الصائمين من جانب آخر، وبيان حرمة التجاهر بالإفطار، وغيرها من الفروض الواجبة، وهناك طرق عديدة للتأثير وغرس المبادئ والقيم الأخلاقية، منها: 1ـ التربية بالنمذجة: يعد المعلم قدوة يحتذى بها؛ فالطالب يتعلم الكثير من سلوكيات معلمه عن طريق مراقبة سلوكه؛ لذلك على المعلم أن ينتبه إلى سلوكه وكلامه، فسلوك التلاميذ انعكاس لسلوك المعلم. 2ـ التربية المستدامة: عن طريق الحوارات والنقاشات اليومية يساعد المعلم الطالب على التفكير والتأمل في المبادئ والصفات الأخلاقية الأساسية، وجعل الطالب يستنتج فاعليتها في حياته اليومية. 3ـ ربط القيم بالمناهج الدراسية: يمكن دمج المبادئ والقيم بالمقررات الدراسية، مما يسهم في ترسيخها في ذهن الطالب، واستلهام العبر منها، وجعله هو من يحددها، ويمكن إشراكه في إبداء الرأي وتحمل المسؤولية. 4ـ التشجيع المستمر: على المعلم أن يشجع الطلاب عند التزامهم بالسلوكيات الصحيحة، مما يعزز من تمسكهم بها. 5ـ التوجيه والإرشاد: يقوم المعلم بتوجيه الطلاب إلى السلوكيات الحسنة ومساعدتهم في التغلب على السلوكيات السلبية، فيعمل على بناء أساس قوي من المبادئ في شخصية الطالب. إن المعلم عنصر أساسي في بناء أجيال واعية، تتحلى بالأخلاق الحميدة، وتؤمن بأهمية المبادئ والقيم في بناء المجتمعات الناجحة، وفي دوره هذا هو مسؤول عنه أمام الله (عز وجل)، وأمام المجتمع، فضلا عن دوره بتزويد التلميذ بالعلم والمعرفة، فدوره تكاملي مع دور الأهل؛ لذلك بنيان المعلم غير قابل للهدم، فذاكرتنا اليوم تجمع عدة مواقف عن المعلمين، وقد تأثرنا بمواقفهم وكلامهم، فمن الضروري أن يشتغل المعلم على نفسه، ويدرك أهمية دوره، فالتلميذ مرآة لنجاح المعلم.