حصاد مركز الثقافة الأسرية في عام (2024م)

هاجر حسين الأسدي/ كربلاء المقدّسة
عدد المشاهدات : 48

يعد الاهتمام بالصحة النفسية أحد أهم متطلبات الحياة الحديثة نتيجة الطفرات التكنولوجية، والأحداث المجتمعية المتسارعة، واختلاف الثقافات، ومستوى الضغوطات على المرأة العاملة، والأم والطالبة الجامعية، والفتاة المراهقة بهدف الارتقاء بمستوى الصحة النفسية لدى النساء في المجتمع؛ لذلك يقدم مركز الثقافة الأسرية التابع للعتبة العباسية المقدسة سلسلة من الخدمات التي ترتقي بكافة فئات المجتمع، وتقلل من المشاكل والضغوطات التي تواجه المرأة. في هذا السياق كان لمجلة رياض الزهراء (عليها السلام) حوار مع السيدة سارة الحفار - مسؤولة مركز الثقافة الأسرية لتخبرنا عن حصاد عام (2024م) وأهم إنجازات المركز: ما تقييمكم للعام (2024م) بالنسبة إلى مركز الثقافة الأسرية؟ وما أبرز المحطات والبرامج التي تجدونها بمنزلة نقاط قوة في الحصاد السنوي؟ عام (2024م) كان عاما مثمرا في خدمة أهل البيت (عليهم السلام)، وبالنسبة إلى المركز، فقد شهد تنفيذ مجموعة متنوعة من البرامج، والورش، والمبادرات، والمحاضرات، والاستشارات الأسرية التي عززت من دور المركز في دعم المرأة في الأسرة والمجتمع. وأبرز نقاط القوة التي يمكن عدها محطات مهمة في الحصاد السنوي للمركز تتمثل في: أولا: تنوع البرامج والنشاطات والمحاضرات، إذ قدمت برامج متنوعة لمختلف الفئات العمرية والمستويات الدراسية، مما يعزز من القدرة على تقديم خدمات تهدف إلى تحسين جودة العلاقات الأسرية وتقوية الروابط الاجتماعية. ثانيا: التركيز على القضايا المعاصرة، إذ قدم المركز حلولا عملية ونصائح عن طريق الورش والمحاضرات المتخصصة، كتسليط الضوء على قضايا اجتماعية كـ(الفردانية) وتأثيرها في الأسرة، مما يعكس وعي المركز على التحديات الحديثة. ثالثا: الاستفادة من مواقع التواصل الاجتماعي كـ(التلغرام، والفيسبوك)، فضلا عن أرقام المركز لتيسير الوصول إلى النساء. رابعا: التعاون مع مؤسسات حكومية، وأهلية، وخيرية كمؤسسة (السجناء السياسيين)، ومؤسسة (الشهداء)، ومديرية التربية العامة. هل هناك برامج أو مشاريع أقيمت في هذا العام؟ وما مدى تأثيرها على الصعيد المجتمعي؟ وما مدى التفاعل في هذه البرامج النوعية؟ وكيف يمكنكم تقييم استفادة الحاضرات بعد انتهاء كل ورشة؟ نعم، شهد هذا العام إقامة العديد من البرامج والمشاريع الثقافية والتعليمية التي استهدفت فئات متنوعة من نساء المجتمع، وكان لها تأثير كبير على الصعيد المجتمعي، وتنمية المهارات الفردية والجماعية، وتوجيه الأفراد نحو تبني القيم الإنسانية والإسلامية في حياتهم اليومية، ومن أبرز هذه البرامج، برنامج (تألق وإبداع) الذي يسلط الضوء على تطوير المهارات الشخصية والثقافية والإبداعية لدى موظفات دوائر الدولة ومؤسساتها، مثلما شهدنا إطلاق برنامج (ربيع الثقافة المعرفي) الذي استهدف فئة الطالبات، وسعى إلى نشر المعرفة بأسلوب مبتكر وجذاب، إلى جانب البرامج الدورية من قبيل (على خطاك يا مولاي، ومربيات القمر، ونبع الثقافة في أروقة العميد، ومشغل الكوثر)، فهي من المبادرات النوعية التي لاقت تفاعلا كبيرا من قبل الضيفات والمشاركات فيها، مثلما شهدت هذه البرامج إقبالا واسعا، بخاصة من الشابات وكافة الفئات العمرية، إذ تميزت بطرح مواضيع هادفة تلبي احتياجات المجتمع الثقافية والتربوية، وكان التفاعل يتجلى في النقاشات البناءة، والمشاركة الفعالة في الورش، وتطبيق الأفكار المستفادة على أرض الواقع، إضافة إلى تقييم استفادة الحاضرات عن طريق توزيع استبانات في نهاية كل ورشة لقياس مدى تحقيق الأهداف المنشودة ومدى رضا المشاركات، فضلا عن ذلك، تعد تقارير دورية لرصد التحسينات والتحديات بهدف ضمان استمرار تأثيرها الإيجابي. إن هذه البرامج والمشاريع أسهمت في بناء مجتمع واع، قادر على مواجهة التحديات عن طريق تعزيز القيم الثقافية والدينية، ونشر المعرفة بأساليب عصرية. كيف كانت استجابة النساء للفعاليات التي نظمتها الشعبة في عام (2024م)؟ وهل تجدون تغيرا في مدى تفاعلهن مع الأنشطة؟ شهدت الفعاليات التي نظمتها شعبة مركز الثقافة الأسرية في عام (2024م) استجابة إيجابية من قبل النساء، إذ لوحظ تزايد في مستوى التفاعل والمشاركة مقارنة بالأعوام السابقة، هذا التفاعل المتنامي يعزى إلى تنوع البرامج المقدمة، وملاءمتها لاحتياجات المجتمع النسوي، فضلا عن الجهود المبذولة في توسيع نطاق الأنشطة لتشمل مختلف الفئات العمرية والاجتماعية. كيف أسهم مركز الثقافة الأسرية في دعم المرأة نفسيا وتربويا في الظروف الاجتماعية المتغيرة التي شهدناها في عام (2024م)؟ أسهم المركز في دعم المرأة نفسيا وتربويا عبر العديد من المبادرات والأنشطة التي استهدفت تعزيز دور المرأة في مواجهة التحديات الاجتماعية المتغيرة، وتمثلت هذه الجهود بالآتي: 1ـ تنظيم ورش عمل ودورات تدريبية: قدمت برامج متخصصة تعزز من مهارات المرأة النفسية والاجتماعية، كالورش عن التحكم بالمشاعر السلبية، وآليات التعامل مع الضغوطات الحياتية والتحديات اليومية. 2ـ تقديم استشارات فردية وجماعية: وفر المركز بيئة داعمة للاستماع إلى مشكلات النساء، وتقديم الحلول المناسبة عن طريق الجلسات الاستشارية النفسية والتربوية. 3ـ إقامة برامج توعوية للأمهات: أطلق المركز برامج لتوعية الأمهات بشأن أساليب التربية الحديثة، وطرق التعامل مع الأطفال والمراهقين في ظل التغيرات التكنولوجية والمجتمعية. وبكل هذه الفعاليات يكون المركز منصة متكاملة لدعم المرأة في مواجهة التحديات، وتطوير قدراتها بما ينسجم مع الظروف الاجتماعية المتغيرة. هل هناك استراتيجيات أو خطط طويلة المدى وضعها المركز لتعزيز التثقيف النفسي والأسري للنساء، بخاصة في ظل التحديات التي تواجه المجتمع؟ وكيف تعملون على تحقيق هذه الاستراتيجيات؟ نعم، وضع مركز الثقافة الأسرية خططا واستراتيجيات طويلة المدى لتعزيز التثقيف النفسي والأسري للنساء، بخاصة في ظل التحديات المجتمعية، منها: 1ـ تنظيم برامج مستمرة تهدف إلى تطوير المرأة على الصعيدين النفسي والتربوي. 2ـ تقديم استشارات نفسية فردية وجماعية لتوفير الدعم اللازم للنساء. 3ـ استثمار التكنولوجيا عبر إنشاء صفحات على مواقع التواصل الاجتماعي، وعن طريقها تقدم الاستشارات النفسية والمحاضرات الإلكترونية، وعرض منشورات تثقيفية أسرية نفسية لغرض توسيع نطاق الوصول إلى الفئات المستهدفة. 4ـ التعاون مع الجامعات والمدارس والمؤسسات والهيئات الحكومية والأهلية، محاولين نشر الوعي بين شرائح المجتمع المختلفة، من الأطفال والمراهقات والنساء. 5ـ تقييم تأثير الأنشطة والبرامج لضمان تحقيق النتائج المرجوة، وتحسين الأداء. في ظل انتشار وسائل التواصل الاجتماعي وزيادة الاعتماد على التكنولوجيا، لاحظنا مجموعة من البرامج والورشات الإلكترونية المقدمة للأمهات، فكيف كان تفاعلهن مع هذه البرامج، وهل الحضور الإلكتروني أكثر عددا وتفاعلا أم الحضور الشخصي؟ وهل ترون فرقا في فعالية البرامج المقدمة عبر الإنترنت مقارنة بالبرامج الحضورية؟ أسهمت البرامج والورش الإلكترونية الموجهة إلى الأمهات في استقطاب عدد كبير من المشاركات، إذ كان تفاعلهن ملحوظا، بخاصة الأمهات اللواتي يعانين من صعوبة الحضور الشخصي بسبب الانشغال بالمهام الأسرية أو لبعد المسافة، ومن حيث الحضور والتفاعل، فقد شهدت البرامج الإلكترونية حضورا متميزا، إذ استفادت الأمهات من سهولة الوصول إلى الورش عبر الإنترنت من دون الحاجة إلى التنقل، وأظهرت الأمهات تفاعلا جيدا عن طريق التعليقات والمشاركة في النقاشات في أثناء البث المباشر، أو في مجموعات النقاش الإلكترونية التي ترافق هذه البرامج، أما بالنسبة إلى فعالية البرامج، فالبرامج الحضورية تتميز بتوفير تجربة تعليمية أكثر شمولية بفضل التفاعل المباشر بين الحاضرات والمرشدات. ما أبرز التحديات التي واجهها المركز في تنفيذ البرامج في هذا العام (2024م) وإدارتها، سواء على مستوى التنظيم أو استجابة المجتمع؟ وكيف تغلبتم على هذه التحديات؟ الحمد لله لم يواجه المركز تحديات تذكر في تنفيذ برامجه للعام (2024م) وإدارتها، ويعود الفضل في ذلك إلى الدعم الكبير الذي يقدمه المتولي الشرعي للعتبة العباسية المقدسة السيد أحمد الصافي (دام عزه)، سواء على المستوى المادي أو المعنوي، مما أسهم في توفير الموارد اللازمة لإنجاح جميع البرامج، إضافة إلى الثقة المجتمعية بالمركز، وتعاون مختلف الشرائح في تسهيل الوصول إلى الفئات المستهدفة، فإن هذا الدعم المستمر من العتبة العباسية المقدسة مكن المركز من تنفيذ جميع برامجه بكفاءة وبدون معوقات تذكر. هل هناك إحصائيات أو أرقام محددة تعكس تأثير برامج المركز في عام (2024م)، كأعداد المستفيدات، ونسبة المشاركة، أو تأثير البرامج في التغيير السلوكي والمعرفي لدى النساء؟ أو عدد الاستشارات النفسية والأسرية المقدمة للأمهات ولسائر الفئات؟ نعم، وهي كالآتي: • عدد الاستشارات التي استقبلها المركز (5,436) مستفيدة. • كافة البرامج المستمرة والجديدة (9,008) مستفيدات. • الورش والدورات والمحاضرات التي نظمها المركز حضوريا (1,914) مستفيدة. • البرامج والمحاضرات الإلكترونية التي أقامها المركز (1,948) مستفيدة. هل شهد المركز تحولا في نوعية الأسئلة والاستشارات التي تتلقاها من النساء في غضون عام (2024م)؟ وما القضايا النفسية والاجتماعية التي باتت تشغل أذهان النساء اليوم؟ بناء على التغيرات المجتمعية السريعة والتحديات النفسية والاجتماعية التي واجهت العديد من النساء في سنة (2024م) لوحظت زيادة في نسب القلق والاكتئاب للعديد من الأسباب، منها: ـ تحسن الظروف الاقتصادية والاجتماعية وحالة السعي إلى الرفاهية النفسية للمرأة ولأولادها، مما أدى إلى العيش في ضمن حالة اللاهدفية المسببة لزيادة القلق والاكتئاب. ـ فقدان التوازن بين الحياة المهنية والأسرية بالنسبة إلى النساء العاملات، مع إهمال دورهن الأساسي بوصفهن زوجات وأمهات، في الأسرة. ـ تغيير الهوية الذاتية في ظل تأثير وسائل التواصل الاجتماعي التي تنادي بأن تحقيق الذات يعتمد على أولوية العمل بدلا من الأسرة، مما أدى إلى تفكك بعض الأسر. ـ الاهتمام المبالغ به بجمال الشكل والجسم في ضمن معايير وضعية على حساب التدين، والأخلاق والفكر. ـ العنف الأسري بسبب تغير المبادئ والدين والأخلاق، وتغير الأدوار داخل الأسرة. ـ الجانب السلبي من التربية الحديثة التي تؤكد حرية الفرد وراحته، مع غياب القوانين والأهداف، مما أسهم في وجود فرد معتل الفكر والسلوك، فصار من اللازم التوجيه والمساعدة لمواجهة الصعوبات في تربية الأبناء. ـ الترويج لمسألة العيش المستقل، وتأخر سن الزواج، وتفضيل العيش منفردا بدلا من تحمل مسؤولية الأسرة والأطفال. يتضح من هذه البرامج زيادة الوعي عند بعض الأسر عن طريق تنوع الأسئلة والاستشارات على الصعيد الشخصي، وتطور الذات وتحقيق الأهداف، وتصحيح القناعات، تلك القناعات الخاطئة التي تؤدي إلى تراكم الأعباء الفكرية، ومن ثم تؤدي إلى المشاكل النفسية.