رياض الزهراء العدد 217 آفاق الأدب
أنين على الأسوار
على البقيع دموع العين تنتثر وشهقة القلب والوجدان والبصر كم حن نبض فؤادي أن يعانقه كم أرسل النظر التواق ينتظر عل القباب إذا ما جئت محتضرا بنفحة اللطف معنى النشر يبتدر في كل آن نداء الروح نبرته حزن عميق بعمق الجرح يستعر روض ثراه كتبر الخلد رونقه وهج الأئمة بالأنوار يزدهر لو شيدت فيه للأطهار أضرحة لما استطاع شغاف الصبر يصطبر وإن علت بعد طول الصمت مئذنة حي على الزحف لانقادت لها البشر تأتي الملايين كالطوفان موجتها إذا أفاق صدى الأجداث والأثر تأتيه سيرا وأطياف العزاء بها غيم ومنها دموع الغيث تنهمر ويفرش الدهر في درب المشاة مضيـ ـفا فيه يحتار من مروا ومن عبروا الماء والشاي والحلوى تفرق والـ أعلام ترفع والأذكار والسور تحيا الأراكة تنمو بعدما قطعت وصوت واعية الزهراء ينتشر تصحو التواريخ لا تخبو وإن دفنت كنوزها تحت أعماق ستدكر حلم عظيم على الأوجاع ننقشه وسما على السور والرؤيا بها الخبر همس ودمع بعين اللٰه وقفتنا يفز من وقعها الجلمود والحجر نلقي التحية عن بعد ونسمع من خلف الحواجز أن طوبى لمن صبروا