رياض الزهراء العدد 217 شباك العنكبوت
كيف يصيبنا النشاط المفرط في العوالم المجازية بالعوق؟
على الرغم من المخاوف الكبيرة التي يبديها الآباء بشأن الألعاب الإلكترونية التي غزت أغلب البيوت، واعتقادهم التام بضرر تلك الألعاب البالغ الذي ينعكس على مستقبل أبنائهم، إلا أنها ليست مضرا، فالعديد منها يحتوي محتوى تعليميا مفيدا، وتساعد على تطوير مهارات متنوعة لدى الأطفال حتى البالغين، فبعض هذه الألعاب لها التأثيرات الإيجابية التي يرغب بها الأطفال وذووهم، وحصلت على مستويات عالية من الإعجاب، ومن هذه المحاسن: 1ـ تعزيز مهارات حل المشكلات، والقدرة على الإبداع: هناك ألعاب إلكترونية لها تأثيرها البالغ في تنمية مهارات الطفل، فهي تمنحه فرصة التفكير الإبداعي، ومواجهة التحديات، إذ يطلب من اللاعب استكشاف البيئة، ووضع الخطط، وتجربة طرق عديدة لتجاوز العقبات، فبعض الألعاب الإلكترونية توفر بيئة رقمية شبيهة بلعب (الليغو) التقليدي، إذ يمكن للأطفال بناء المنازل، واستكشاف المناجم، وخلق عوالم جديدة. 2ـ تعلم التاريخ والثقافات: تتناول بعض الألعاب التي تنتمي إلى فئة الألعاب الإستراتيجية أحداثا تاريخية حقيقية، فتسهم في تعزيز اهتمام الأطفال بالعلوم الجغرافية، والتاريخية، والثقافات المختلفة، ويمكن للآباء المشاركة في استثمار هذا الاهتمام عن طريق توفير الكتب التاريخية، وزيارة المتاحف، أو متابعة البرامج التعليمية لتعميق المعرفة لدى أطفالهم. 3ـ تعزيز التواصل الاجتماعي وتكوين الصداقات: بعض الألعاب الإلكترونية بخاصة الجماعية منها، تعد نشاطا اجتماعيا، يساعد الأطفال على تكوين صداقات جديدة عن طريق اللعب، ويمكن للأطفال التفاعل مع أقرانهم، والحديث معهم، سواء في العالم الواقعي أو الافتراضي، مثلما تشير الأبحاث إلى أن مناقشة الألعاب الإلكترونية بين الأطفال تسهم في تعزيز الروابط الاجتماعية بينهم، لكن من الضروري رقابة الآباء والتأكد من سلامة هذه العلاقات. 4ـ التشجيع على المنافسة الصحية: تعد المنافسة بين الأطفال أمرا مهما لتطوير شخصياتهم، وتوفر بعض الألعاب الإلكترونية بيئة آمنة للتنافس وإبراز المهارات، وهذه البيئة تكون مفيدة بشكل خاص للأطفال الذين لا يتميزون في الرياضات التقليدية، إذ تمنحهم فرصة لإظهار قدراتهم والتفوق على الآخرين. 5ـ تنمية المهارات القيادية: تتيح الألعاب الجماعية للأطفال فرصة تجربة أدوار القيادة أو المتابعة، فالألعاب التعاونية عبر الإنترنت تعلمهم مهارات القيادة كالإقناع، والتحفيز، وحل النزاعات، فضلا عن التفاعل مع أطفال من مختلف الثقافات والأعمار، مما يعزز من فهم الطفل وتقديره للتنوع. 6ـ تحفيز الأطفال على التعليم والتعاون: يستمتع الأطفال غالبا باللعب مع أقرانهم؛ لأنهم يحبون مشاركة معرفتهم ومهاراتهم، إذ يمكنهم تعليم بعضهم كيفية التحرك داخل اللعبة، وجمع الأدوات، أو تحقيق أهداف معينة، وهذا التفاعل يعزز لديهم روح التعاون والتعلم الجماعي. 7ـ تقوية الذاكرة: الألعاب الإلكترونية تسهم في تحسين ذاكرة الأطفال وقدراتهم الإدراكية، إذ تشير الدراسات إلى أن اللعب المنتظم يحسن من الأداء العقلي، ليس فقط في أثناء اللعب، بل حتى في الأنشطة اليومية الأخرى. لاشك في وجود تأثيرات سلبية للألعاب الإلكترونية إذا أسيء اختيارها واستخدامها، لكن استثمارها بالشكل الصحيح يمكن أن يوفر للأطفال فرصة لتطوير مهارات حياتية ومعرفية قيمة، إذ يمكن للآباء توجيه أطفالهم نحو الألعاب المفيدة، وتشجيعهم على التوازن بين اللعب والنشاطات الأخرى؛ لضمان تحقيق أقصى استفادة من هذه التجارب.