رياض الزهراء العدد 217 طفلك مرآتك
آثار الخلافات الزوجية في الأطفال
للخلافات الزوجية آثار سلبية جدا في استمرار الحياة الأسرية، وبعض الخلافات الزوجية خطيرة ومدمرة لشخصية الأبناء ومستقبلهم، فأغلب المشكلات النفسية التي يعاني منها بعض المراهقين، منشؤها توتر العلاقة بين الوالدين، وكثرة الصراخ، والعنف، والصراعات التي تجعل الأبناء في دوامة الضغط النفسي والاجتماعي، فبين أب متسلط، وأم عنيدة، ينشأ برعم صغير يكتسب منهما هذه الصفات، ووسط هذه الظروف، ينتهي المطاف بالزوجين إلى اتخاذ قرار الطلاق؛ ليكون الحل الأمثل لهما ولأبنائهما. يعد الطلاق من أخطر المشاكل الناتجة عن سوء العلاقة الزوجية، وهو من الأمور المكروهة في الدين الإسلامي، إذ جعله الله تبارك وتعالى أبغض الحلال، فعن رسول الله (صلى الله عليه وآله) أنه قال: "ما من شيء أبغض إلى الله (عز وجل) من الطلاق"(1)، وعن الإمام علي (عليه السلام) أنه قال: "تزوجوا ولا تطلقوا، فإن الطلاق يهتز منه العرش"(2)، فهو سبب ضياع الأولاد على المستوى النفسي، والاجتماعي؛ لأن الطفل بحاجة دائمة إلى حنان الأم ووجود الأب في حياته، وآثار الانفصال تطول الأبناء من جراء ما يشاهدونه، ومن تلك السلبيات: ـ الشعور بعدم الطمأنينة والسكينة التي لطالما وجدت في الأسرة. ـ بروز حالات من العنف لدى الأبناء التي تظهر بسبب الابتعاد عن أحد الوالدين. ـ التعامل السيئ مع الأصدقاء. ـ التوتر والقلق، وأحيانا يحتاج الطفل إلى المعالجة النفسية في حال فقدان الشهية إلى الطعام أو انطوائه على نفسه. ـ تشويه صورة أحد الأبوين في نظر الأبناء عبر الحديث الدائم عن تصرفاته وسلوكياته السلبية. ـ منع الطفل من رؤية أحد والديه إلا عن طريق المحكمة أو مع وجود عنصر من الأمن، مما يجعل الأبناء في حالة من الضياع وعدم الأمان والاستقرار النفسي. ـ التشتت الفكري وضياع الهوية لدى الأبناء بسبب انتقالهم من دار إلى دار، مما يجعلهم في اضطراب نفسي دائم، وخوف من المستقبل. ـ تأسيس حياة منفردة بعيدا عن توجيهات الآباء قد يؤدي إلى تعرض الأبناء إلى مشاكل نفسية وجسدية عديدة. .......................... (1) الكافي: ج6، ص54. (2) وسائل الشيعة: ج15، ص268.