رياض الزهراء العدد 217 شذرات حسينية
علاقتي بالإمام الحسين (عليه السلام)
كنت في سالف الزمان كلما أصابتني غصة أو عضتني الدنيا عضة التفت يمينا وشمالا محاولة العثور على تلك اليد الحنون التي تربت على كتفي لاستعادة نشاطي الروحي المتلاشي كالدقيق في عواصف الأزمات، ولطالما بحثت وبحثت في هذا العالم الأشبه بالبالون لكن من دون جدوى، كنت منتبهة إلى أنه كلما ذكر اسم الإمام الحسين (عليه السلام) ارتعد شيء ما بداخلي، شيء يشبه الهزة الأرضية يتجه بقلبي نحو الحسين (عليه السلام) في كل ذكر، وفي كل مجلس هناك ما يشدني نحو حضرته الشريفة، أدركت في تلك الأوقات المليئة بالوحشة أن الحسين (عليه السلام) الفرصة المتاحة دائما لتوثيق العلاقة بالله (عز وجل) وللعيش في صفاء وسلام، فرصة للتغيير وللعيش بطريقة صحية بعيدا عن طوارق الكدر، كنت متأكدة أن الأشياء ستنتظم، وسيكون ذلك الصوت الكريم هو الأعلى من بين كل الأصوات الصادحة حولي بكرم، آمنت، آمنت كثيرا أن الأيدي الكريمة ستنثر النور في زوايا حياتنا، وسيشرق وهجها في نفوسنا، فلن يترك الحسين (عليه السلام) الدنيا تتلاعب بنا على هواها، بل سيمد لنا سلالم النقاء والقبول بمختلف هوياتنا وألواننا، سيجعلنا في حصن حمايته، ويغمرنا برأفته، ويشرق بحنانه علينا لنفارق أيام الضباب، ولنرتقي نحو باحته مستبشرين، متمثلين بقوله تعالى: ﴿يستبشرون بنعمة من الله وفضل وأن الله لا يضيع أجر المؤمنين﴾ (آل عمران:17). ما يزال إيماني يقوى أن في التقرب إلى الإمام الحسين (عليه السلام) يكون العلاج الأمثل لكل الانكسارات، فهو نعمة الله تعالى الجلية التي عمت لتشمل كل الأزمنة ولتعبر حدود القارات أجمع، مثلما قال الشاعر: أنا مستجير بالحسين من الأذى ومن القذى بأخي الحسين أجار ما ذل من بحماهما قط التجا ويميـن عز دونـه ويـسـار(1) ................................ (1) ديوان شاعر أهل البيت (عليهم السلام) محمد عبد الرضا الحرزي: ص136.