رياض الزهراء العدد 217 تاج الأصحاء
عمى الألوان
إن الله سبحانه وتعالى خلق العين لنرى بها الأشياء من حولنا، ونفرق بين المناظر من حيث الأشكال والألوان، إذ تحتوي العين بطبيعتها خلايا حساسة تجاه الضوء، تؤدي دورا أساسيا في رؤية الألوان والتفاصيل الأخرى، توجد هذه الخلايا في جزء مهم من العين، ألا وهو (الشبكية). تحتوي (الشبكية) نوعين من الخلايا: الخلايا العصوية، والخلايا المخروطية، وكل نوع يقوم بوظيفة خاصة، إذ تحتوي كل عين (125) مليون خلية عصوية، و(7) ملايين خلية مخروطية، فالخلايا العصوية مسؤولة عن الرؤية في الظلام، أي رؤية اللونين الأسود والأبيض، والخلايا المخروطية مسؤولة عن الرؤية في النهار، إذ تقوم بدور مهم في الإضاءة الساطعة، مما يجعلها مسؤولة عن الرؤية في النهار والتفاصيل الدقيقة في المشاهد. يوجد (3) أنواع من الخلايا المخروطية، وكل نوع حساس تجاه طول موجي مختلف من الضوء: 1ـ المخاريط الحمراء: حساسة تجاه الضوء الأحمر. 2ـ المخاريط الخضراء: حساسة تجاه الضوء الأخضر. 3ـ المخاريط الزرقاء: حساسة تجاه الضوء الأزرق. هذه الأنواع الثلاثة تتفاعل مع الأطوال الموجية المختلفة، مما تسمح لنا برؤية الألوان الأخرى عمى الألوان حالة تؤثر في قدرة الفرد على تمييز الألوان، وقد يكون (عمى الألوان) كليا أو جزئيا، ويحدث إما بسبب عامل الوراثة، إذ تكون الجينات المسؤولة عن إنتاج المخاريط في الشبكية معيبة، أو يكون بسبب إصابة في الرأس، مما يؤدي إلى تلف الشبكية أو الأعصاب المحيطة بها، مما يؤثر في رؤية الألوان، وأيضا هناك بعض الأمراض كداء السكري، والماء الأزرق، والتنكس البقعي من الممكن أن تؤثر في المخاريط، فضلا عن عامل التقدم في العمر الذي يؤثر في هذه الخلايا، إضافة إلى بعض الأدوية، والتعرض إلى المواد السامة. هناك اختبار يعرف بـ(اختبار إيشيهارا)، إذ يقوم فاحص البصر بإجرائه لتحديد ما إذا كان لدى الفرد (عمى الألوان) أم لا، ولا يوجد علاج نهائي له، لكن هناك طرق يقدمها الطبيب للمساعدة في التكيف وتحسين تجربة الحياة اليومية.