رياض الزهراء العدد 217 الملف التعليمي
من مقاعد الدراسة إلى عالم الابتكار: كيف ننشئ جيلا يقود حركة التغيير؟
في عالم السرعة المليء بالتحديات، أصبحت الحاجة إلى نوع جديد من التعليم أكثر من أي وقت مضى، فالتعليم التقليدي الذي كان يعتمد على التلقين والحفظ لم يعد كافيا، فنحن بحاجة إلى تعليم يطور من قدرات الطلاب على التفكير النقدي، ويعزز من إبداعهم، ويشجعهم على إيجاد الحلول المبتكرة للمشاكل المعقدة، حتى يصبح التعليم القائم على الإبداع هو المفتاح لبناء أجيال قادرة على قيادة التغيير والتأثير في مجتمعاتهم. إن التعليم القائم على الإبداع لا يقتصر على نقل المعلومات فقط، بل يعزز من مهارات التفكير النقدي والاستقلالية، إذ يتعلم الطلاب كيفية طرح الأسئلة المهمة، وتحليل المعلومات، وتقديم الحلول الجديدة وغير التقليدية، فيسهم هذا النوع من التعليم في تحويل الطالب من متلق للمعلومات إلى مشارك نشط في عملية التعلم، وبدلا من أن يقتصر دور المعلم على شرح المحتوى، يحول دوره إلى مرشد يشجع الطلاب على التفكير بطرق مبتكرة. ومن أهم جوانب التعليم الإبداعي هو (التعلم عن طريق التجربة) الذي يتضمن العمل على مشاريع حيوية، وتطبيق المعرفة في الحياة اليومية، فالطلاب لا يتعلمون من الكتب فقط، بل يشاركون في حل مشكلات واقعية، سواء كانت هذه المشكلات بيئية، أو اجتماعية، أو علمية، وعن طريق هذه المشاريع يتعلمون كيفية العمل الجماعي، وكيفية التفكير الاستراتيجي، ويكتسبون مهارات حل المشكلات بشكل عملي. والتعليم القائم على الإبداع لا يقتصر على تطوير المهارات الأكاديمية فقط، بل يشمل أيضا تعزيز المهارات الشخصية، كالتواصل الفعال، والقيادة، والتحليل النقدي، فضلا عن أن هذا النوع من التعليم يعزز من قدرة الطلاب على التكيف مع التغيرات السريعة في التكنولوجيا والمجتمع، فالطلاب الذين يتعلمون التفكير النقدي والإبداعي، يصبحون أكثر قدرة على التكيف مع الابتكارات التكنولوجية والمجتمعية، مما يجعلهم مستعدين لمواجهة تحديات المستقبل. إن التعليم القائم على الإبداع هو أكثر من مجرد أسلوب تعليمي، إنه استثمار في المستقبل، فعبر تبني هذا النوع من التعليم، نعد جيلا قادرا على التفكير بشكل مستقل، وابتكار حلول لمشاكل العالم، وقيادة التغيير في المجتمع، فإذا أردنا بناء مستقبل أفضل، يجب أن نبدأ بتعليم الطلاب كيفية التفكير خارج الصندوق، والعمل على تغيير العالم من حولهم.