بَابُ الحَوَائِجِ إِلى اللهِ تَعَالَى


عدد المشاهدات : 142

مقتطفات من حوار دار بين الكاتب مجاهد منعثر منشد وبين موقع عبد الله الرضيع في قم المقدسة. لماذا قدّم الإمام الحسين(عليه السلام)طفله الرضيع إلى الأعداء؛ ليسقوه شربة من الماء؟ الجواب: لم يشرب الطفل الرضيع الماء لمدة ثلاثة أيام، وقد جفّ لبن أمه الرباب، وكانت شفتا الرضيع ذابلتين، فكان الواجب الشرعي على الإمام(عليه السلام)أن يطلب له شربة ماء، وعلى الرغم من أنّ الإمام الحسين(عليه السلام)يعلم أنّ نفوس القوم الظالمة لئيمة لا ترحم حتى الطفل الصغير، إلا أنه(عليه السلام)نفّذ واجبه الشرعي، وهي حجة على أتباع الظالمين لعلّهم يتراجعون عن قتال إمامهم المفترض الطاعة. كيف أصبح عبد الله الرضيع(عليه السلام)باباً من أبواب الحوائج إلى الله (سبحانه وتعالى)؟ الجواب: قال تعالى: (ذَلِكَ الَّذِي يُبَشِّرُ اللهُ عِبَادَهُ الَّذِينَ آَمَنُوا وَعَمِلُوا الصَّالِحَاتِ قُلْ لَا أَسْأَلُكُمْ عَلَيْهِ أَجْرًا إِلَّا الْمَوَدَّةَ فِي الْقُرْبَى وَمَنْ يَقْتَرِفْ حَسَنَةً نَزِدْ لَهُ فِيهَا حُسْنًا )/ (الشورى:23). لقد قدّم الإمام الحسين(عليه السلام)فلذة كبده إلى قومٍ لا يرحمون، وإن ما نجده في هذا العمل هو نكران الذات لدى الإمام (عليه السلام)؛ ولذا كانت كنيته (أبو عبد الله) كرامةً لعبد الله الرضيع (عليه السلام)، الذي أثبت مظلومية الإمام الحسين (عليه السلام)، وذلك باستشهاده، حيث كان قرباناً إلى الله تعالى، فكان برهاناً على سلامة نهج الإمام الحسين (عليه السلام)، وكشف النوايا الخبيثة التي يفعلها بنو أمية الذين خرجوا على إمام زمانهم، قال تعالى: (وَابْتَغُوا إِلَيْهِ الْوَسِيلَةَ )/ (المائدة:35)، فليكن الرضيع(عليه السلام)وسيلتنا إلى الله(عز وجل) فنطلق عليه (باب الحوائج).