شعبة مدارس الكفيل الدينية تواصل فعاليات مخيم (بنات العقيدة) في يومه الثاني

خاصّ مجلّة رياض الزهراء(عليها السلام)
عدد المشاهدات : 29

واصلت شعبة مدارس الكفيل الدينية النسوية في العتبة العبّاسية المقدّسة فعّاليات مخيّم (بنات العقيدة) بنسخته السادسة والعشرين لليوم الثاني على التوالي في ضمن منهاج يومي يتضمّن برامج صباحية ومسائية، حافلة بالمحاضرات والورش التربوية والعلمية. استُهلّ البرنامج الصباحي بجلسة حوارية فقهية قدّمتها السيّدة زينب تركي، مدرّسة مادّة الفقه في مدرسة (أمّ أبيها –عليها السلام-) تحت عنوان: (العلاقة بين الخدمة التشريفية والمعرفة الفقهية)، ركّزت فيها على أهمّية امتلاك الخادمة التشريفية قاعدة معرفية فقهية تؤهّلها للتعامل مع مختلف الفئات النسوية في أثناء أداء الخدمة، مستعرضةً أثر المعرفة الدينية والعقائدية في تعزيز الكفاءة ورفع مستوى الأداء، ممّا ينعكس على كرامة الخادمة ومكانتها الاجتماعية. أمّا المحاضرة الأخلاقية التربوية، فقدّمتها السيّدة فاطمة الحكيم تحت عنوان: (التشيّع ووصايا الدين)، تناولت فيها أهمّية الالتزام الديني والتزوّد بالقيم الأخلاقية والموجّهات التربوية، مع التركيز على تنمية الوعي الرسالي لدى المتطوّعات، واستشهدت بحديث أمير المؤمنين (عليه السلام): "إنّ لأهل الدين علامات يُعرفون بها: صدق الحديث، وأداء الأمانة، ووفاء بالعهد، وصلة الأرحام، ورحمة الضعفاء، وبذل المعروف، وحُسن الخُلق، وسعة الخُلق، واتّباع العلم، وما يقرّب إلى الله (عزّ وجلّ) زُلفى، طوبى لهم وحُسن مآب"، مستخلصةً منه جملة من الدروس التي تُسهم في بناء شخصية إيمانية متكاملة، ترتقي بسلوكها وعطائها في ميادين الخدمة والعمل الاجتماعي. وفي البرنامج المسائي، أُقيمت ورشة فكرية ثقافية بعنوان: (لو كانت الأرض سماءً)، قدّمتها الأستاذة حوراء الأسدي من مدرسة (دار العلم) في النجف الأشرف، ناقشت فيها أبرز التحدّيات الفكرية التي تواجه الشباب في ظلّ التطوّرات التكنولوجية المتسارعة، لاسيّما التأثيرات السلبية لمنصّات التواصل الاجتماعي، وبرامج الذكاء الاصطناعي. تخلّلت الورشة عروض فيديوية وصور تعبيرية تهدف إلى ترسيخ مفهوم الحكمة عن طريق تدريبات عملية، وبيّنت الأسدي أنّ الحكمة تعني (وضع الشيء في موضعه)، مستعرضةً حكمة الله (عزّ وجلّ) اللامتناهية في الخَلق، وتكامل منظومة الوجود مثلما ورد في روايات أهل البيت (عليهم السلام)، مثلما ناقشت إفرازات العبثية واللادينية في الواقع المعاصر، كتفكّك الأواصر الأسرية، وفقدان الهويّة، والمشاكل النفسية، مشدّدة على ضرورة المعالجة الجادّة لهذه الظواهر لحماية الجيل من الانحراف. يأتي هذا المخيّم في إطار جهود شعبة مدارس الكفيل الدينية النسوية لتعزيز الوعي الديني، وتنمية القيم الأخلاقية والثقافية لدى المشاركات، ممّا ينعكس إيجابًا على شخصياتهنَّ وأدوارهنَّ في بناء مجتمع واعٍ ومتوازن.