الإمام الرضا (عليه السلام) وتنوع الأساليب التعليمية

منى إبراهيم الشيخ/ البحرين
عدد المشاهدات : 130

من سيرة أئمة أهل البيت (عليهم السلام) حث المؤمنين على طلب العلم والتعلم والترغيب فيه، وتعليم الجاهل وإرشاد الضال، فعن أمير المؤمنين (عليه السلام) أنه قال: "تعلموا العلم فإن تعلمه حسنة، ومدارسته تسبيح، والبحث عنه جهاد، وتعليمه لمن لا يعلمه صدقة، وهو أنيسٌ في الوحشة، وصاحبٌ في الوحدة، وسلاحٌ على الأعداء، وزين الأخلاء، يرفع الله به أقواما يجعلهم في الخير أئمة يقتدى بهم، ترمق أعمالهم وتقتبس آثارهم"(1). وقد كان للإمام الرضا (عليه السلام) عدة مناهج في نشر العلوم الربانية، والتعاليم المحمدية، إذ كان ملجأ العلماء والباحثين، ومناظراته حديث القاصي والداني، وقد ازدهر العلم على يديه وفي عهده، حتى سمي بـ(العصر الذهبي)؛ لازدهاره بالعلوم والتخصصات المختلفة. معالم عهد الإمام الرضا (عليه السلام): أولا: التنوع في الأساليب التعليمية والطرح الفكري، فقد كانت مناظراته (عليه السلام) الفكرية والعلمية بأساليب متعددة، سبر فيها العقول، وحرك الأذهان، وحفز السائل على أن يستخرج الجواب والنتيجة بنفسه، وهذه دعوة للمعلمين أن لا يقتصروا في طرحهم على أسلوب الإلقاء والتلقين، بل يبتكروا أساليب متنوعة تحرك العقول وتنمي الثقافات. ثانيا: انتشار العلوم والمعارف المختلفة، إذ لم يكن الإمام الرضا (عليه السلام) يجيب على صنف واحد من العلوم، بل كان يجيب على جميع الأسئلة في كل المجالات. ثالثا: تفعيل مرجعية العلماء، فقد كان الإمام الرضا (عليه السلام) يرجع الناس إلى العلماء، ويبين دورهم في تعليم الناس وتثقيفهم، فعن عبد العزيز بن المهتدي وهو من خواص الإمام الرضا (عليه السلام) وأحد وكلائه، أنه قال: سألت الرضا (عليه السلام) فقلت: إني لا ألقاك في كل وقت، فعمن آخذ معالم ديني؟ فقال: "خذ عن يونس بن عبد الرحمن"(2). لهذا الحديث وأمثاله أثر في تعريف الناس بمرجعياتهم الدينية، فقد انتشر العلماء والفقهاء في الأمصار والبلدان، وكانت لهم بصمة واضحة في هداية الناس وتعليمهم، وإرشادهم إلى الدين. .............................. (1) مستدرك سفينة البحار: ج7، ص ٣٤٤ . (2) وسائل الشيعة: ج٢٧، ص ١٤٨.