رياض الزهراء العدد 218 التوفيقات الإلهية
القدر واللطف الإلهي
(القدر واللطف الإلهي) هبتان تجعلان الإنسان يعود إلى الله (عز وجل) ويتقرب إليه، و(القدر) هو ما قدره الله تعالى لعباده بقدرته واختياره، فعن الإمام الرضا (عليه السلام) أنه قال: "ثمانية أشياء لا تكون إلا بقضاء الله وقدره: النوم، واليقظة، والقوة، والضعف، والصحة، والمرض، والموت، والحياة"(1). والأقدار تنقسم إلى قسمين: 1ـ الأقدار المحتومة: هي التي كتبها الله تعالى على الإنسان منذ بدء حياته حتى مماته من دون تغيير، كالموت، فعن الإمام علي (عليه السلام) أنه قال: "لن يبطئ عنك ما قد قدر لك"(2). 2ـ الأقدار غير المحتومة: هي الأقدار التي يمكن للإنسان تغييرها عن طريق الدعاء، أو دفع الصدقة، أو القيام بالأفعال الحسنة. وهناك أقدار ابتلائية، كالمرض، وقلة الرزق، وغيرها، وفي كل الأحوال إن الأقدار اختبار لصبر الإنسان وثباته على الطريق الصحيح، واختبار لدوام شكر الله في جميع الأمور والأحوال، والتوكل عليه، ومن ذكر الله تعالى في رخائه ذكره سبحانه في شدته. يجب على الإنسان تقبل الأقدار، وعدم الجزع منها، فقد روي عن النبي (صلى الله عليه وآله) أنه قال: "يقول الله (عز وجل): من لم يرض بقضائي، ولم يشكر لنعمائي، ولم يصبر على بلائي، فليتخذ ربا سواي"(3). أما (اللطف الإلهي) فهو مصطلح لوصف الرحمة واللطف الذي يظهره الله تعالى لعباده، وهو ما يبعث الإنسان على طاعة الله تعالى وشكره، واجتناب معصيته بدون جبر. ومن صور لطف الله سبحانه وتعالى علينا: 1ـ هدايته إيانا لعبادته وطاعته فيما يحبه ويرضاه. 2ـ جعلنا الله تعالى من الموالين لآل بيت النبوة (عليهم أفضل الصلاة والسلام)، سائرين على نهجهم. 3ـ يوفقنا سبحانه للابتعاد عن معصيته. 4ـ يدفع عنا أنواع الرزايا والبلايا من حيث لا نحتسب أو نتوقعه. 5ـ يمن سبحانه علينا بالرزق والعافية والخيرات. ................................ (1) بحار الأنوار: ج 5، ص95. (2) ميزان الحكمة: ج 3، ص2505. (3) المصدر نفسه: ج 3، ص2579.