عالم آل محمدٍ (صلوات الله عليهم أجمعين)
شع نور الله من سنا علياه، وأشرق بهاء الإمامة في محياه، سمي جده الكرار، ونور عين محمد المختار (صلى الله عليه وآله وسلم). ولد في بيت أذن الله تعالى أن يرفع ويذكر فيه اسمه، نشأ مثلما نشأ آباؤه المنتجبون، زق العلم زقا، خازن العلم ومنتهى الحلم، وقد قال الإمام موسى الكاظم (عليه السلام) بشأنه لبنيه:"هذا أخوكم علي بن موسى الرضا عالم آل محمد، فاسألوه عن أديانكم، واحفظوا ما يقول لكم، فإني سمعت أبي جعفر بن محمد الصادق (عليه السلام) غير مرة يقول لي: إن عالم آل محمد لفي صلبك، وليتني أدركته فإنه سمي أمير المؤمنين علي (عليه السلام)"(1). يفهم من الروايات الشريفة أن سبب تسمية الإمام (عليه السلام) بـ(الرضا) ترجع إلى أسباب، منها: أنه (عليه السلام) كان رضا الله تعالى في سمائه، ورضا لرسول الله والأئمة (صلوات الله عليهم) من بعده في أرضه، (2) ورضي به المخالفون من أعدائه مثلما رضي به الموافقون من أوليائه، ولم يكن ذلك لأحد من آبائه (عليهم السلام). كانت دوافع المأمون العباسي لمنح ولاية العهد للإمام الرضا (عليه السلام) ليست حبا بآل البيت (عليهم السلام) بل لأسباب مبطنة، منها: تهدئة الأوضاع المضطربة، وإخماد ثورات العلويين، والحصول على شرعية الحكم والخلافة، ومنع الإمام (عليه السلام) من الدعوة لنفسه، وإبعاده عن قواعده الشعبية؛ لتحجيم دوره أو تقليله عن طريق مراقبته مراقبة دقيقة، فضلا عن تشويه سمعة الإمام (عليه السلام) بأنه لم يزهد في الدنيا، بل قبل ولاية العهد طمعا في الخلافة(3). .............................. (1) بحار الأنوار: ج49، ص100. (2) المصدر نفسه: ج49، ص4. (3) الأمالي للشيخ الصدوق: ص126.