في مجلسه الشفاء

زهراء سالم الجبوريّ/ النجف الأشرف
عدد المشاهدات : 7

في مساء التاسع والعشرين من شهر ذي القعدة عادت (نور) إلى المنزل مسرعة بعد يوم دراسي حافل، فاتجهت إلى المطبخ لتطمئن على صحة والدتها المرهقة: - السلام عليكم يا أمي. - وعليكم السلام ورحمة الله وبركاته حبيبتي، كيف حالك؟ - بخير والحمد لله، هل تحسنت يا أمي؟ ماذا تجهزين الآن؟ هل سيزورنا أحد؟ - نعم، لدينا مجلس عزاء للرجال. - مجلس عزاء؟ - نعم يا حبيبتي، فاليوم يصادف استشهاد سيدنا ومولانا الإمام الجواد (عليه السلام). - لا علم لدي، لم لم تخبريني لأساعدك، سأغير ثيابي وآتي لمساعدتك، وسأذهب إلى غرفة الاستقبال لأجهزها لمجلس عزاء مولاي الجواد (عليه السلام). - انتظريني يا بنتي قليلا بينما أنتهي من طهو الطعام لمجلس العزاء. - لا تتعبي نفسك يا أمي، يجب أن ترتاحي قليلا. تهيأت (نور) لتساعد أمها وتشارك في إعداد المجلس بأفضل ما يكون؛ لتحظى بالأجر وتطلب الشفاء لوالدتها، فجهزت مع أمها كل ما يلزم لمجلس العزاء بحب وود من أجل مولانا الجواد (عليه السلام). حل المساء ورفعت رايات الحزن، وكبرت المآذن بالعزاء، وبدأ المعزون يتوافدون إلى الدار، وأخذ أبو (نور) وأخوها يقدمون الطعام والشراب للمعزين بعد ما سكبته (نور) وأمها في الأواني الخاصة بالتقديم. انتهت المأدبة وبدأ الخطيب برثاء الإمام الجواد (عليه السلام)، فجلست (نور) ووالدتها على مقربة من غرفة الاستقبال؛ لتستمعا إلى حديثه عن سيرة مولانا الجواد (عليه السلام)، وبعدما انتهى المجلس راحت (نور) تسأل والدتها عن كل جملة لم تعرف معناها: - أمي، لماذا سمي الإمام (عليه السلام) بالجواد؟ أليس اسمه (محمد)؟ - بلى يا حبيبتي؛ لكثرة كرمه وجوده وسخائه وعطائه. - حسنا يا أمي، كم كان عمر الإمام الجواد (عليه السلام) عندما استشهد؟ - كان في الخامسة والعشرين من عمره الشريف. - وكيف استشهد؟ - استشهد مسموما بأبي هو وأمي على يد زوجته. - من زوجته؟ - اسمها أم الفضل، وهي من وضعت له السم في عنقود العنب. شعرت (نور) بالحزن الشديد على مولانا الإمام الجواد (عليه السلام)، فوضعت رأسها في حجر والدتها وراحت تبكي لمصيبة الإمام (عليه السلام) الذي تكاد السماوات والأرض يتفطرن لها، ثم رفعت رأسها نحو أمها قائلة: ستشفين يا أمي ببركة مولانا الإمام الجواد (عليه السلام) مثلما دعا الخطيب لشفاء جميع المرضى.