رياض الزهراء العدد 218 امرأة مدبرة
استهلاك المال
إن العمل تارة يكون شاقا، كالبناء من الصباح الباكر حتى غروب الشمس، وأخرى يكون أقل جهدا كالعمل المكتبي في الدوائر الحكومية أو الأهلية، وتارة يكون العمل مشروعا خاصا بالفرد أو شراكة مع صديق أو قريب، ومهما يكن العمل فهو من أجل حفظ الكرامة، وجني المال الحلال الذي يوفر الحاجات الضرورية للعيش الكريم للفرد والأسرة؛ لذلك يجب صرف المال في المكان المناسب، فعن أبي عبد الله (عليه السلام) أنه قال: "إن القصد يحبه الله ـ عز وجل ـ وإن السرف أمر يبغضه الله ـ عز وجل ـ حتى طرحك النواة فإنها تصلح لشيء، وحتى صبك فضل شرابك"(1)، فالنواة يمكن الاستفادة منها علفا للحيوانات، والتبذير في الماء الزائد عن الحاجة إسراف، ويمكن الاستفادة منه. موضوع الإنفاق يجب أن يدرس ويخطط له في كل شهر، وهناك من يكون دخله وأجره يوميا، فعليه أن يخطط لحياته يوما بيوم كي لا يندم في باقي أيام الأسبوع أو الشهر. علينا تعود الادخار بشكل طوعي أو إجباري، فتقوم الأم أو الزوجة أو أعضاء الأسرة بهذه العادة عن طريق ادخار مبلغ بسيط يوميا، وبتلك الإرادة وضبط النفس، سنتعلم كيفية حفظ المال وعدم هدره في الأشياء غير الضرورية، فعلينا أن نحترم المال الذي نتعب من أجل الحصول عليه عبر وضع خطط في الإدارة المالية ليكون لدينا خزين من الدخل، فقطرة على قطرة تتحول نهرا، ومن ثم نتعلم كيفية استثمار المال في وقته المناسب وفي المكان المناسب كشراء دار، وغيره بدلا من شراء الحاجات الكمالية التي تثقل كاهلنا بالديون لجلب استحسان الآخرين. ...................................... (1) الكافي: ج4، ص52.