فوبيا تعلم اللغات الأجنبية

أ‌.د. سعاد سبتي الشاوي/بغداد
عدد المشاهدات : 6

يعاني العديد من الشباب في العصر الحالي من فوبيا تعلم اللغات الأجنبية المعروفة باسم (زينوجلوسوفوبيا ـ Xenoglossophobia)، وهي نوع من الخوف غير المبرر الذي يظهر عند التفكير في تعلم لغة جديدة في ظل العولمة وانتشار التواصل بين الثقافات المختلفة. إن الخوف من تعلم اللغات الأجنبية يمكن أن ينشأ من بعض الأسباب الشائعة، منها التجارب السلبية السابقة، فقد يكون للشخص تجارب سيئة مع تعلم اللغات في الماضي، كالفشل، والتعرض للسخرية، وقلة الثقة بالنفس، والخوف من تقييم الآخرين السلبي، والنقد الذي يجعل الشخص مترددا في خوض تجربة التعلم، فبعض الأشخاص يواجهون صعوبات تجعل تعلم اللغات أكثر تحديا، والشعور بضرورة النجاح بسرعة من دون أخذ الوقت الكافي في التعلم والتمرن، فضلا عن الشعور بالغربة، فالتحدث بلغة جديدة يمكن أن يجعل الشخص يشعر بأنه غريب، أو الخوف من فقدان الهوية الثقافية والشخصية، والصدمات النفسية والتحديات العصبية التي قد يواجهها الفرد بسبب ظروف عصبية كـ(عسر القراءة). للخوف من تعلم اللغات الأجنبية تأثيرات سلبية، منها: 1ـ التأثيرات الأكاديمية والمهنية، إذ تقل الفرص التعليمية والمهنية المهمة التي تتطلب المعرفة باللغات الأخرى. 2ـ صعوبة التقدم الدراسي إذا كانت المناهج الدراسية تشمل تعلم لغات أجنبية. 3ـ تجنب المواقف الاجتماعية التي تتطلب استخدام لغة جديدة، مما يؤثر في تفاعل الفرد مع الآخرين، والابتعاد عن الثقافات المختلفة بسبب خوفه من تعلم اللغات. 4ـ التأثيرات الوظيفية في عالم الأعمال الحديث، إذ تزداد الحاجة إلى معرفة لغات متعددة من أجل الحصول على وظائف معينة أو الترقية في العمل. 5ـ التأثيرات الصحية، فتعلم لغة جديدة يمكن أن يكون له تأثير إيجابي في الصحة العقلية، كتقليل مخاطر الإصابة بالأمراض العقلية كالخرف. ولمواجهة هذه المخاوف ومساعدة الشباب للتغلب على الخوف من تعلم اللغات الأجنبية، توجد حلول منها: 1ـ خلق بيئة داعمة والحصول على الدعم من الأصدقاء والعائلة عبر إشراكهم في التدريب المستمر في أثناء تعلم لغة جديدة، واستخدام بعض البرامج على الإنترنت التي تقدم دروسا تفيد من يبتغي التعلم. 2ـ التأمل والتنفس العميق لتخفيف التوتر والقلق. 3ـ البدء بخطوات بسيطة يمكن اتباعها، كالبدء بالأساسيات ومحاولة تعلم الكلمات والعبارات البسيطة عبر تخصيص وقت للتعلم، والتحدث باللغة الجديدة لبضع دقائق. 4ـ الاستماع لمقالات باللغة التي ينوي الفرد تعلمها للتعرف على النطق الصحيح، والاستخدام العملي للغة، والتواصل مع الناطقين الأصليين، ومحاولة التحدث معهم لكسر حاجز الخوف. وأخيرا، علينا أن نتذكر أن التعلم هو عملية مستمرة وطبيعية، وأن ارتكاب الأخطاء جزء من عملية التعلم، وأن التحلي بالصبر يمكن أن يسهم في التغلب على هذا الخوف.