رياض الزهراء العدد 218 تاج الأصحاء
حوارٌ عن قصو البصر الشيخوخي
زينب: مرحبا فاحصتنا العزيزة. الفاحصة: أهلا وسهلا بك، تفضلي. زينب: رأيت بالأمس منظرا، فأحببت أن أستفسر عنه، فقد رأيت أحد كبار السن يقرأ القرآن الكريم وهو يمسك بالعدسة المكبرة، ويستمر في القراءة، فسؤالي هو: لماذا لا يقرأ بدون العدسة المكبرة مثلما نفعل نحن؟ الفاحصة: التفاتة رائعة، السبب وراء ذلك هو أنه من الطبيعي أن الإنسان كلما تقدم به العمر، تبدأ الكثير من أعضاء جسده بالضعف، وهذا ينطبق على الجهاز البصري أيضا، إذ إن الكثير من الأشخاص يجدون صعوبة في الرؤية، وهذا الضعف يكمن في الرؤية القريبة فقط. زينب: لماذا تتضرر الرؤية القريبة عندما يتقدم الإنسان بالعمر؟ الفاحصة: لأن عدسة العين تصبح غير قادرة على القيام بـ(التكيف البصري)، يعني أن العدسة تغير شكلها بحسب الجسم الذي تراه العين، وبمساعدة العضلات التي تمسك العدسة، فعندما يكون الجسم بعيدا، يكون شكل العدسة محدبا، أما عندما يكون الجسم قريبا، فتحول العدسة شكلها إلى الشكل الكروي، مما يجعلها ترى الأشياء القريبة بوضوح، فإذا توقفت العدسة عن تحويل شكلها إلى الشكل الكروي، فستكون الرؤية القريبة مشوشة وغير واضحة، ويواجه الشخص صعوبة في أداء المهام التي تتطلب الرؤية القريبة، وهذا ما يسمى بـ(بعد النظر الشيخوخي). زينب: ما العمر الذي تتوقف فيه عدسة العين عن (التكيف البصري)؟ الفاحصة: يبدأ ذلك عندما يبلغ الإنسان (40) عاما، إلا أنه من الممكن أن يبدأ في سن (30)، لكن هذا غير شائع. زينب: كيف يعالج الأمر؟ الفاحصة: يجب تعويض هذا الضعف الذي يحدث عند النظر للأشياء القريبة عن طريق وضع نظارة تستخدم فقط للأعمال القريبة، ولا يجب وضعها عند مشاهدة الأشياء البعيدة؛ لأنها لا تعطي رؤية واضحة، فهي مخصصة للقريب فقط. زينب: حسنا، لماذا كان الشخص الذي رأيته بالأمس يستخدم العدسة المكبرة ولم يضع النظارة؟ الفاحصة: العدسة المكبرة تعمل عمل عدسة النظارة، فكلاهما يقربان الأشياء، مما يجعل الرؤية أوضح بالنسبة إلى الأشخاص الذين يعانون من البعد الشيخوخي، لكنها صعبة الاستخدام، إذ يجب أن تمسك باليد طوال العمل القريب، بينما وضع النظارة أبسط وأسهل، إضافة إلى أنها مزودة بعدستين، كل عدسة مخصصة لأحد العيون، مما يجعل الرؤية أوضح. زينب: شكرا جزيلا لك على هذا التوضيح. الفاحصة: على الرحب والسعة.