تحليل البيانات والإعلان الموجه

هاجر حسين العلو/ كربلاء المقدسة
عدد المشاهدات : 14

إن أهم جزء من كل شركة أو مؤسسة ناجحة الذي على أساسه تتكون المنتجات ويستهدف المستخدمون هو (علم تحليل بيانات المستهلك والمستخدم)، إذ تخزن البيانات بطريقة مدروسة ومنظمة، ولأهمية هذه المعرفة خصص فرع دراسي أكاديمي كامل لهذا العلم. ما علم البيانات؟ نظام خاص بكل مؤسسة، يبرمج بشكل يتلاءم مع المؤسسة المطلوبة، سواء كانت مستشفى، أو جامعة، أو مدرسة، أو غيرها من المؤسسات، فعلى سبيل المثال نظام المستشفى يشمل العديد من التفاصيل، من ضمنها أرقام الإيرادات والصادرات المالية الإجمالية والتفصيلية، وعدد العمليات الجراحية التي تجرى في كل غرفة عمليات ونوعها، وعدد المرضى المراجعين للاستشاريات، وعدد المرضى الخارجين من المستشفى، وتعرض هذه النتائج في أشكال محددة ومعينة في ضمن رسومات تخطيطية، ونسب مئوية يوميا، وشهريا، وسنويا، وعلى هذا الأساس يعرف عدد الشهور التي تزداد فيها الإيرادات أو تقل، مع معرفة سبب الزيادة ونوعية المستخدمين، ومع وجود هذا الكم الهائل من البيانات، يتم الحصول على الحصاد السنوي للأنشطة التي تزيد من الإيرادات للتركيز عليها، وعمل خطة سنوية مدروسة وفق إحصائيات واضحة ودقيقة لتوفير الخدمات المطلوبة، وبالماهية المطلوبة في السوق. ويعد تحليل البيانات الخطوة الأولى للتسويق الموجه، أي أن الإعلانات تظهر فقط للمستخدمين أو المستهلكين تحديدا، فملابس الأطفال الرضع أو حديثي الولادة تظهر للأمهات والحوامل، أما ألعاب الفيديو، فتظهر لمدمني ألعاب الفيديو، ومعدات تقليم الأشجار والحدائق تظهر للمزارعين والمهتمين بالشأن الزراعي، وهلم جرا، فالإعلان الممول يصنع وفق الخوارزمية التي تم تحليلها بعد أن أخذت المعلومات الشخصية عن المتصفح بطريقة تلقائية، وترسل الإعلانات وفق ما يحتاجه الفرد وينوي شراءه، فلو أرسلت فتاة رسالة مكتوبة أو صوتية إلى صديقتها على إحدى منصات التواصل، تتضمن الرسالة أنها تريد شراء فستان بمواصفات معينة، فستؤخذ هذه المعلومة وتحلل وتبرمج خوارزمية تظهر لصاحبة الرسالة كل عروض الفساتين المطلوبة، وهذا المبدأ ينطبق على كل فكرة تجول في ذهن أي شخص، ومن ثم يمكننا الاستنتاج أن معلوماتنا متاحة لكل المواقع التي نسجل ونتفاعل فيها، ونحن جميعنا خاضعين لعملية تحليل البيانات، وهو تخصص مطلوب وظيفيا، ومن الجيد التوجه لتعلمه وإتقانه.