عالم الحياكة ينبض من جديدٍ

بيداء حسن العوادي/ كربلاء المقدسة
عدد المشاهدات : 35

إن الحياكة جزء من ثقافة العودة إلى الجذور، فلا تخلو عائلة من وجود أم أو جدة مارست هذا الفن في السابق، أو ما تزال مستمرة عليه، فقد تعلمته أمهاتنا من المدارس أو عن الوراثة، واليوم نرى الحياكة تعود من جديد، فتعددت وتنوعت وسائلها وأنواعها، وهناك مجموعة من الدورات التي أولتها اهتماما، فاليوم يراها المجتمع ليست إعادة إحياء تراث قديم فحسب، بل هي أيضا دعوة للعودة إلى الحرف اليدوية التي تعكس قيمة العمل اليدوي والصبر، ففي عالم مليء بالمنتجات المصنوعة بشكل جماعي، أصبح الناس يبحثون عن شيء مميز وفريد من نوعه، وهذا ما توفره الحياكة، إذ يمكن لكل شخص أن يخلق قطعة فنية خاصة به. وهذا الفن تحديدا، له مجموعة من الآثار النفسية في الذين يمارسونه، ففي عصر السرعة المليء بالمشتتات، تأتي الحياكة لترسخ لدى الإنسان ثقافة التأني والصبر، والاستمتاع بالمحاولة، والدقة في العمل، والتركيز في مجال واحد بدلا من الكم الهائل من المشتتات البصرية والسمعية، فعند المقارنة بين الذين يمارسون هذا النوع من الفن وبين غيرهم، نجد أن لدى الحائكين صفة الصبر والتأني والتفكر، حتى طريقة كلامهم تكون أقل سرعة من غيرهم. للحياكة أنواع وأساليب كثيرة، وطرق مزج حديثة في ترتيب الألوان، فهناك الحياكة بالخيوط المتشابكة، أو ما يعرف بـ(التريكو)، يستخدم فيه إبرتان طويلتان لعمل غرز متشابكة من الخيوط لتكوين قطعة مرنة، ويستخدم لصنع قطع الملابس المختلفة، كالأوشحة، والفساتين، والمعاطف، أما (الكروشيه) وهي الحياكة باستخدام إبرة واحدة، فهي الأكثر استخداما وطلبا، وتستخدم لصنع القبعات، وأغطية الأسرة، والمفارش، وكذلك الزخارف، وغيرها. نرى اليوم مجموعة من المنصات التي أعادت إلى هذا الفن الحياة، وبدأت تروج له، مثلما بات إقبال المجتمع عليه كبيرا، فمن الجميل المزج بين القديم والحديث، حتى لا تنسى هذه الفنون وتندثر مع مرور الزمن.