العتبة العباسية المقدسة تطلق سلسلة ورش تطويرية لخطيبات المنبر الحسيني استعدادًا للمواسم التبليغية القادمة

خاصّ مجلّة رياض الزهراء(عليها السلام)
عدد المشاهدات : 32

أعلنت شعبة الخطابة الحسينية النسوية التابعة لمكتب المتولّي الشرعي للشؤون النسوية في العتبة العبّاسية المقدّسة عن انطلاق سلسلة من الورش التطويرية تحت عنوان: (من كفّ حامل اللواء نخدم سيّد الشهداء)، والتي تُنظّم في ضمن إطار عمل (رابطة خطيبات المنبر الحسيني)، استعدادًا للأشهر التبليغية القادمة، لاسيّما شهريْ محرّم وصفر. وقالت السيّدة تغريد التميمي، مسؤولة الشعبة: "إنّ هذه الورش تأتي استجابةً لحاجة ميدانية ملحّة لتطوير قدرات خطيبات المنبر الحسيني، إذ نسعى عن طريق هذه الورش إلى توفير بيئة علمية متكاملة تسهم في تعزيز حضور الخطيبة الحسينية علميًا ومهاريًا، وذلك عن طريق الاستعانة بكبار أساتذة الحوزة العلمية والمتخصّصين في الجانب الخطابي والتربوي". وأضافت: "أنّ الورش لا تقتصر فقط على الجانب المهاري، بل تشمل أيضًا تقديم مادّة تاريخية موثوقة، وإعادة النظر في أساليب الطرح والإلقاء بما ينسجم مع تطلّعات جمهور اليوم واحتياجاته الفكرية والمعرفية، وأنّ هذه المبادرة تمثّل نقلة نوعية في إعداد الخطيبة على مستوى المضمون، والأداء، والتأثير الجماهيري". وبيّنت: "أنّ الشعبة قد حرصت على توجيه الدعوات بشكل خاصّ إلى الخطيبات ذوات الخبرة الطويلة في الخدمة، ممّن لديهنَّ جمهور واسع وتأثير ملموس في الوسط النسوي، وذلك لضمان أنْ تصل هذه الورش إلى الشريحة الأكثر فاعلية على صعيد العمل المنبري". وفي المحاضرة التي قدّمها الشيخ فيصل الكاظمي، أكّد أهمّية الحفاظ على أصالة النعي الحسيني المتوارث، مؤكّدًا أنّ النعي يجب أن يبقى حزينًا خاليًا من الأطوار لا تليق بروح المنبر الحسيني، وعلى الخطيبة أن تلتزم بما أوصى به أهل البيت (عليهم السلام)، وأن تتجنّب الألحان غير المناسبة التي تضعف من هيبة المجلس الحسيني وقدسيته. مثلما دعا الكاظمي إلى مراعاة التقوى والإخلاص في العمل، والرجوع إلى الكتب والمصادر التي تتناول تجارب الخطباء والعلماء؛ لما تحمله من قصص وعِبر تعزّز من المخزون الثقافي والروحي لدى الخطيبة، وأشار إلى أهمّية إتقان مهارات الحفظ بالطريقة الصحيحة، والاستفادة من التجارب العملية في المناسبات الدينية، لاسيّما في الأشهر الحُرم، مؤكّدًا أنّ هذه الخبرات تصقل أداء الخطيبة وترتقي برسالتها، بخاصّة أنّ المنبر اليوم يعيش عصره الذهبي، ممّا يستدعي من الخطيبة أن تكون مثقّفة، قارئة، واعية، وقادرة على إيصال رسالة أهل البيت (عليهم السلام) بعمق وإخلاص. وتأتي هذه الورش في ضمن خطّة استراتيجية لتأهيل المنبر النسوي، وتعزيزه بمخزون علمي رصين، مستندين في ذلك إلى توجيهات المرجعية الدينية العليا وأهداف العتبة العبّاسية المقدّسة في ترسيخ مكانة المنبر الحسيني بوصفه وسيلة للهداية والإصلاح في المجتمع.