رياض الزهراء العدد 93 همسات روحية
حُبُّ الذَّاتِ المَحمُودُ والمَذمُومُ
السؤال: كيف يمكننا الجمع بين حبّ الذات الغريزي وبين ما نادى به علم الأخلاق من ترك الأنانية وحبّ الذات؟! أي الخروج من دائرة الحبّ البهيمي إلى فضاء الحبّ المطلق. الردّ: نشكركم أولاً على أصل السؤال الذي يكشف عن وعي إجمالي في هذا المجال، فإنّ البحث عن هذه المعارف مقدّمة للحركة السلوكيّة، فإنّ الإنسان لا يتحرّك نحو المجهول كما لا يتحرّك نحو المعلوم الذي لم ينكشف له درجة من درجات كماله أو جلاله. إنّ حبّ الذّات المذموم هو الحبّ الغائي المستقر بمعنى: أن يكون جهده ولو في مضمار العبادة من أجل أن يرى نفسه جميلاً ولو عن طريق خدمة الجميل. أمّا إذا كان حبّ الذّات مقدّمة لتقديم ما هو جميل في سبيل رضا الجميل، فأيّ ضير في ذلك؟!.. أليس الاتفاق الأكمل هو إعطاء ما يحبّه العبد من المتاع الفاني؟ فكيف إذا كان ما يقدّمه الفرد أحب شيء إليه في الوجود، ألا وهي نفسه التي بين جنبيه! التفتي جيداً إلى هذه الحقيقة: شتّان بين أن يقدّم الإنسان نفسه شهيداً في سبيل الله تعالى وهو في مرحلة المضغة من حيث نمو الروح، وبين مرحلة ثم أنشأناه خلقاً آخر في تكامل النفس!